الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5147 - وعن عدي بن عدي الكندي قال : حدثنا مولى لنا أنه سمع جدي - رضي الله عنه - يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروا ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة " . رواه في " شرح السنة " .

التالي السابق


5147 - ( وعن عدي بن عدي الكندي ) : بكسر الكاف تابعي ، روى عن أبيه ، وعن جابر بن حيوة ، وعنه عيسى بن عاصم وغيره ، ذكره المؤلف ولم يذكر أباه . ( قال : حدثنا مولى ) أي : معتوق ( لنا أنه سمع جدي ) : وهو عميرة الكندي الحضرمي بفتح العين وكسر الميم ، سكن الكوفة ، ثم انتقل إلى الجزيرة وسكنها ، ومات بها ، روى عنه قيس بن أبي حاتم وغيره ( يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله تعالى لا يعذب العامة ) أي : الأكثر من الناس ( بعمل الخاصة ) أي : بعصيان الأقل منهم ( حتى يروا ) أي : الأكثرون ( المنكر بين ظهرانيهم ) أي : فيما بينهم ظاهرا فاشيا ( وهم قادرون على أن ينكروه ) : جملة حالية معترضة احترازا عن حال عجز الأكثر أيضا كما في زماننا ، ( فلا ينكروا ) : عطف على قوله : يروا المنكر ( فإذا فعلوا ذلك ) أي : ما ذكر من سكوتهم عن المنكر مع قدرة الأكثر ( عذب الله العامة والخاصة ) : كما قال تعالى : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ( رواه في شرح السنة ) .

[ ص: 3220 ]



الخدمات العلمية