الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5235 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366179إن nindex.php?page=treesubj&link=30392فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا " . رواه مسلم .
[ ص: 3276 ] 5235 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) بالواو ( قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن nindex.php?page=treesubj&link=30392فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء " ) أي : من المهاجرين فغيرهم بالأولى ولذا أطلق الأغنياء ، وعلى هذا يقاس فقراء كل طائفة من أهل زمان ومكان أغنيائهم ( " يوم القيامة " ) أي : لمحاسبة الأغنياء ولخلاص الفقراء عن العناء ، فإن المفلس في أمان الله دنيا وأخرى ( " إلى الجنة " ) متعلق بيسبقون أي : يسابقون ويبادرون إليها ( " بأربعين خريفا " ) قال الطيبي رحمه الله نقلا عن النهاية : الخريف الزمان المعروف بين الصيف والشتاء ويريد به أربعين سنة ، لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة انتهى فالمعنى بمقدار أربعين سنة من أعوام الدنيا أو الأخرى ، مع احتمال أن يراد بها الكثرة ويختلف باختلاف أحوال الفقراء والأغنياء في الكمية والكيفية المعتبرة ، وخلاصته أن الفقراء في تلك المدة لهم حسن العيش في العقبى مجازاة لما فاتهم من التنعم في الدنيا كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=24كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية أي : الماضية أو الخالية عن المأكل والمشرب صياما أو وقت المجاعة ، وقد ورد على ما سبق أن أطول الناس جوعا يوم القيامة أطولهم شبعا في الدنيا ، : يؤيد ما ذكرناه من تفاوت المراتب أنه جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن أبي سعيد بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=10366180إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة . ( رواه مسلم ) .