الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5400 - وعن أم مالك البهزية - رضي الله عنها - قالت : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقربها ، قلت : يا رسول الله ! من خير الناس فيها ؟ قال : " رجل في ماشيته يؤدي حقها ، ويعبد ربه ، ورجل أخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخوفونه " . رواه الترمذي .

التالي السابق


5400 - ( وعن أم مالك البهزية ) بفتح الموحدة وسكون الهاء وبالزاي وياء النسبة ، قال المؤلف : لها صحبة ورواية وهي حجازية ، روى عنها طاوس ومكحول ، ( قالت : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقربها ) بتشديد الراء أي : فعدها قريبة الوقوع .

قال الأشرف : معناه وصفها للصحابة وصفا بليغا فإن من وصف عند أحد وصفا بليغا ، فكأنه قرب ذلك الشيء إليه ، ( قلت : يا رسول الله ! من خير الناس فيها ؟ قال : " رجل في ماشيته " ) أي : من الغنم ونحوها ، ( " يؤدي حقها " ) أي : من الزكاة وغيرها ( " ويعبد ربه " ) ; لقوله تعالى جل جلاله ولا إله غيره : ففروا إلى الله ، وقوله : وتبتل إليه تبتيلا ; وقوله : وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ، ( ورجل آخذ " ) بصيغة اسم الفاعل أي : ماسك ( " برأس فرسه يخيف العدو " ) : من الإخافة بمعنى التخويف ، أي : يخوف الكفار ( " ويخوفونه " ) . قال المظهر : يعني رجل هرب من الفتن وقتال المسلمين ، وقصد الكفار يحاربهم ويحاربونه ، يعني فيبقى سالما من الفتنة وغانما للأجر والمثوبة . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية