5482 - - رضي الله عنها - قالت : سمعت منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي : الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قضى صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : " ليلزم كل إنسان مصلاه . ثم قال : هل تدرون لم جمعتكم ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن فاطمة بنت قيس كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم به عن تميما الداري ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من المسيح الدجال لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، فأرفئوا إلى جزيرة حين تغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، قالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد . قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ; فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فلعب بنا البحر شهرا ، فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب ، فقالت : أنا الجساسة اعمدوا إلى هذا في الدير ، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بيسان قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل تثمر ؟ قلنا : نعم . قال : أما إنها توشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زغر . قالوا : وعن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قلنا : قد خرج من مكة ونزل يثرب . قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ، قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني : إني أنا المسيح الدجال وإني يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة ، هما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر : " وهذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة " يعني المدينة ، " ألا هل كنت حدثتكم ؟ " فقال الناس : نعم ، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشام أو اليمن ، لا بل من قبل المشرق ما هو ، من قبل المشرق ما هو ، من قبل المشرق ما هو " وأومأ بيده إلى المشرق . رواه وعن مسلم .