الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5687 - وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار " فما زال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا سمعه أهل السوق ، وحتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه . رواه الدارمي .

التالي السابق


5687 - ( وعن النعمان بن بشير ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول : " أنذرتكم " النار ) أي أخبرتكم بوجودها ، وأخبرتكم بشدتها ، وخوفتكم بأنواع عقوبتها ( أنذرتكم النار ) أي أعلمتكم بما يتقى به عنها حتى قلت لكم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " ثم يمكن أن يراد كما الإنذار في زمان الحال ، وعبر بالماضي لتحققه في السابق اللاحق للاستقبال ، أو الأول إخبار والثاني إنشاء ، أو جمع بينهما للتأكيد في أحد المعاني ، وفي نسخة : كرر ثلاثا . ( فما زال يقولها ) أي يكرر الكلمة المذكورة ويرفع بها صوته ( حتى لو كان ) أي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ( في مقامي هذا ) أي المقام الذي كان الراوي فيه عند روايته هذا الحديث ( سمعه ) أي سمع صوته ( أهل السوق ) لأنه بالغ في رفع الصوت عملا بقول نوح عليه الصلاة والسلام : ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ( وحتى سقطت خميصة ) وهي نوع ثوب ( كانت عليه ) أي فوق كتفه بمنزلة ردائه ( عند رجليه ) أي من جذبته الإلهية وعدم شعوره من الهيبة الحسية . ( رواه الدارمي ) .




الخدمات العلمية