الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5818 - وعنها ، قالت ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله . رواه مسلم .

التالي السابق


5818 - ( وعنه ) أي : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا أي : آدميا لأنه ربما ضرب مركوبه ( قط بيده ، ولا امرأة ولا خادما ، خصا بالذكر اهتماما بشأنهما ، ولكثرة وقوع ضرب هذين والاحتياج إليه ، وضربهما وإن جاز بشرطه فالأولى تركه . قالوا بخلاف الولد ، فإن الأولى تأديبه ويوجه بأن ضربه لمصلحة تعود إليه ، فلم يندب العفو بخلاف ضرب هذين ، فإنه لحظ النفس غالبا فندب العفو عنهما مخالفة لهواها وكظما لغيظها . ( إلا أن يجاهد في سبيل الله ) ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قتل أبي بن خلف بأحد ، ثم ليس المراد به الغزو مع الكفار فقط ، بل يدخل فيه الحدود والتعاوز وغير ذلك . ( وما نيل ) : بكسر النون مجهول قال : يقال : نال منه نيلا إذا أصاب . وفي الحديث : إن رجلا كان ينال من الصحابة أي : يقع فيهم ويصيب منهم ، فالمعنى ما أصيب منه . ( شيء قط فينتقم من صاحبه ) ، أي : من صاحب ذلك : ( إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم الله . رواه مسلم ) . وروى الترمذي الفصل الأول بلفظ : ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادما ولا امرأة ، والفصل الثاني بلفظ : ما رأيت رسول الله منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله تعالى شيء ، فإذا انتهك من محارم الله تعالى شيء كان من أشدهم في ذلك غضبا .




الخدمات العلمية