الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6031 - وعن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( أنت عتيق الله من النار ) . فيومئذ سمي عتيقا . رواه الترمذي .

التالي السابق


6031 - ( وعن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ) أي : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنت عتيق الله من النار ) فيومئذ سمي عتيقا ) . قال الراغب : العتيق المتقدم في الزمان أو المكان أو الرتبة ، ولذا قيل للقديم عتيق ، والكريم عتيق ، ولمن خلا عن الرق عتيق اه . وسمي البيت العتيق لكرمه ، أو لقدم زمانه أو لرتبة مكانه ، أو لأنه عتق عن الطوفان ، أو عن تصرف الجبابرة ثم قاله : فيومئذ سمي عتيقا أي لقب به من ذلك اليوم . قال المؤلف : اسمه عبد الله بن عثمان أبي قحافة بضم القاف ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة ، وصل بالأب السابع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر ) . شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها ، ولم يفارقه في الجاهلية ولا إسلام ، وهو أول الرجال إسلاما كان أبيض نحيفا خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، له ولأبويه وولده وولد ولده صحبة ، ولم يجتمع هذا لأحد من الصحابة . كان مولده بمكة بعد الفيل بستين وأربعة أشهر إلا أياما ، ومات بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة بين المغرب والعشاء ، وله ثلاث وستون سنة ، وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس ، فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب ، وكانت خلافته سنتين وأربعة أشهر ، وروى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، ولم يرو عنه من الحديث إلا القليل لقلة مدته بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية