الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
598 - وعنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح ، فتنصرف النساء متلفعات بمروطهن ، ما يعرفن من الغلس . متفق عليه .

التالي السابق


598 - ( وعنها ) : أي : عن عائشة ( قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح ) : قال ابن الملك : اللام فيه للابتداء ، وقد دخل الخبر وهو جائز عند الكوفية ، وعلى تقدير مبتدأ محذوف عند البصرية أي : لهو يصلي ( فتنصرف النساء ) : أي : اللاتي يصلين معه وكن في ذلك الزمن على أعلى غاية الصيانة ، فما كان يتطرق إليهن ولا بهن فتنة ألبتة ، ولما حدثت الفتن لهن وبهن منعهن العلماء من ذلك ، ولقد قالت عائشة : لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل ( ملتفعات ) : بالنصب على الحالية أي : مستترات وجوههن وأبدانهن . قال الطيبي : التلفع شدة اللفاع وهو ما يغطي الوجه ويتلحف به ( بمروطهن ) : المرط : بالكسر كساء من صوف أو خز يؤتزر به ، وقيل : الجلباب ، وقيل : الملحفة ( ما يعرفن ) : ما : نافية أي ما يعرفهن أحد ، وفي رواية للبخاري ، ولا يعرف بعضهن بعضا ( من الغلس ) : من : ابتدائية بمعنى لأجل قاله الطيبي ، والغلس : ظلمة آخر الليل ، ثم إنه يستعمل على الاتساع فيما بقي منه بعد الصباح ، وقيل : من غلس المسجد أي : من أجل ظلمته وعدم إسفاره ؛ لأنه ما كان يظهر النور فيه إلا بطلوع الشمس . ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه الأربعة أيضا .




الخدمات العلمية