الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1471 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة فيها بقيام ليلة القدر . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : إسناده ضعيف .

التالي السابق


1471 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ) : بمعنى ليس . ( من أيام ) : من زائدة ، وأيام اسمها . ( أحب إلى الله ) : بالنصب على أنه خبرها ، وبالفتح صفتها ، وخبرها ثابتة ، وقيل : بالرفع على أنه صفة أيام على المحل ، والفتح على أنها صفتها على اللفظ ، وقوله : ( أن يتعبد ) : في محل رفع بتأويل المصدر على أنه فاعل أحب ، وقيل : التقدير لأن يتعبد أي : يفعل العبادة . ( له ) أي : لله . ( فيها ) أي : في الأيام . ( من عشر ذي الحجة ) : قال الطيبي : قيل : لو قيل : ( أن يتعبد ) مبتدأ ، و ( أحب ) خبره ، و ( من ) متعلق بأحب ) ; يلزم الفصل بين ( أحب ) ومعموله بأجنبي ، فالوجه أن يقرأ . ( أحب بالفتح ليكون صفة ( أيام ) ، وأن ( يتعبد ) فاعله ، و ( من ) متعلق بأحب ، والفصل ليس بأجنبي وهو كقوله : ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من عين زيد ، وخبر ما محذوف . أقول : لو جعل أحب خبر ما و ( أن يتعبد ) متعلقا بأحب بحذف الجار أي : ما من أيام أحب إلى الله لأن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة لكان أقرب لفظا ومعنى ، أما اللفظ فظاهر ، وأما المعنى فلأن سوق الكلام لتعظيم الأيام والعبادة تابعة لها لا عكسه ، وعلى ما ذهب إليه القائل يلزم العكس مع ارتكاب ذلك التعسف . ( يعدل ) : بالمعلوم ، وقيل بالمجهول أي : يسوي . ( صيام كل يوم منها ) أي : ما عدا العاشر . وقال ابن الملك : أي : من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة . ( بصيام سنة ) أي : لم يكن فيها عشر ذي الحجة كذا قيل ، والمراد صيام التطوع فلا يحتاج إلى أن يقال : لم يكن فيها أيام رمضان . ( وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : إسناده ضعيف ) .

قال المنذري : روى البيهقي وغيره ، عن يحيى بن عيسى الرملي ، حدثنا يحيى بن البجلي ، عن عدي بن ثابت ، - وهؤلاء الثلاثة ثقات مشهورون - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله - عز وجل - من هذه الأيام - يعني من العشر - ; فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله ، وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة ، والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف .




الخدمات العلمية