الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الفصل الثاني )

2389 - عن أبي هريرة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال : ( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك المصير ، وإذا أمسى قال : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور ) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه .

التالي السابق


الفصل الثاني

2389 - ( عن أبي هريرة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح ) أي : دخل في الصباح ( قال : اللهم بك أصبحنا ) الباء متعلق بمحذوف وهو خبر أصبحنا ، ولا بد من تقدير مضاف أي : أصبحنا ملتبسين بحفظك ، أو مغمورين بنعمتك ، أو مشتغلين بذكرك ، أو مستعينين باسمك ، أو مشمولين بتوفيقك ، أو متحركين بحولك وقوتك ، ومتقلبين بإرادتك وقدرتك ( وبك أمسينا ، وبك ) أي : باسمك المحيي ( نحيا ، وبك ) أي : باسمك المميت ( نموت ) قيل : هو حكاية الحال الآتية بمعنى : يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الحالات ، ومثله حديث حذيفة مرفوعا اللهم باسمك أموت وأحيا أي : لا أنفك عنه ولا أهجره ، قال النووي : معناه أنت تحييني وأنت تميتني ( وإليك ) أي : إلى حكمك ( المصير ) أي : المرجع في الدنيا والمآب في العقبى ( وإذا أمسى ) عطف على إذا أصبح ( قال : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا ) بتقدم أمسينا ( وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ) أي : البعث بعد الموت والتفرق بعد الجمع ( رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه ) قال الجزري : رواه الأربعة وأحمد وابن حبان في صحيحه وأبو عوانة ولفظهم في الصباح النشور وفي المساء المصير ، وجاء في أبي داود فيهما النشور ، وفي الترمذي فيهما المصير اهـ وفيه اعتراض وارد على المصنف حيث عكس الرواية المشهورة مع أنها المناسبة للطرفين والتوفيق بين الروايتين ، وركب تركيبا خاصا لم يرد به رواية .




الخدمات العلمية