الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2624 - وعن عائشة - رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361078إنما nindex.php?page=treesubj&link=3640_3582جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، والدارمي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
2624 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إنما جعل nindex.php?page=treesubj&link=3640_3582رمي الجمار ، والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله ) أي : لأن ذكر الله في هذه المواضع المتبركة ، فالحذر الحذر من الغفلة ، وإنما خصا بالذكر مع أن المقصود جميع العبادات : هو ذكر الله - تعالى ؛ لأن ظاهرها فعل لا تظهر فيهما العبادة ، وإنما فيهما التعبد للعبودية ، بخلاف الطواف حول بيت الله والوقوف للدعاء ، فإن أثر العبادة لائحة فيهما ، وقيل : إنما جعل رمي الجمار ، والسعي بين الصفا والمروة سنة لإقامة ذكر الله ، يعني : nindex.php?page=treesubj&link=3665التكبير سنة مع كل حجر ، والدعوات المذكورة في السعي سنة ، ولا يبعد أن يكون لكل من الرمي ، والسعي حكمة ظاهرة ، ونكتة باهرة ، غير مجرد التعبد ، وإظهار المعجزة عن المعرفة ، وذلك لما في الحديث على ما ذكره الطيبي - رحمه الله : أن آدم - عليه الصلاة والسلام - رمى إبليس بمنى ، فأجمر بين يديه ، أي : أسرع فسمي الجمارية . [ ص: 1818 ] وقد روي أن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما أراد ذبح ولده بمنى ، فإن ظهر له عند الجمرة الأولى يراوده أن لا يذبحه ، فحصاه بسبع حصيات حتى ساخ ، وبهذا يظهر حكمة الاكتفاء في اليوم الأول بالعقبة ، حملا لفعله مع آدم - عليه الصلاة والسلام - في هذا المقام ، وفي الأيام الثلاثة تبعا لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام ، أو تبعا له ولولده ، وامرأته هاجر ، حيث وسوس اللعين لهم في المواضع الثلاثة ، وبهذا يتضح وجه تكرير الجمرات في الأيام الثلاثة ، وفي " الإحياء " أنه لا يلاحظ كلا من القولين حيث قال : وأما رمي الجمار فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق ، والعبودية ، وانتهاضا لمجرد الامتثال للربوبية ، ثم قصد به التشبه بإبراهيم - عليه الصلاة والسلام ، حيث عرض له إبليس في ذلك المقام ليدخل عليه في حجه شبهة ، أو في نفسه معصية ، فأمر الله - تعالى - برميه بحجارة طردا لقوله ، وقطعا لأمله اهـ .
وأما وجه كون السعي معقول المعنى أن فيه إحياء مأثر هاجر أم إسماعيل - صلى الله عليه وسلم - فإن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما جاء بهما إلى مكة ، ثم تركهما ، ورجع إلى الشام قالت له : إلى من تتركنا ، الله أمرك بذلك ؟ قال : نعم ، قالت : فهو إذا لا يضيعنا ، ثم نفد ماؤها ، فخشيت على ابنها الهلاك من الظمأ ، فتركته عند محل بئر زمزم ، وذهبت تنظر أحدا يمر بماء ، فرقت الصفا ، فلم تر شيئا ، فنزلت تسعى إلى المروة ، فرقتها فلم تر شيئا ، فنزلت تسعى إلى الصفا ، وهكذا سبعا ، ثم ذهبت لولدها فرأت عنده ماء من أثر جناح جبريل ، أو من قدم إسماعيل - عليه الصلاة والسلام ، فجعلت تجمعه وتقول : زم زم ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله أم إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - لو تركته لصار عينا معينا " . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، والدارمي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ) .