الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3834 - وعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفقة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقربائه . رواه الترمذي ، وابن ماجه .

التالي السابق


3834 - ( وعن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : للشهيد عند الله ست خصال ) : لا يوجد مجموعها لأحد غيره ( يغفر له ) : بصيغة المجهول ; أي تمحى ذنوبه ( في أول دفقة ) : بفتح أوله ، وفى نسخة بضم أوله . الجوهري : الدفقة من المطر وغيره بالضم مثل الدفعة وبالفتح الواحدة ; أي يغفر له في أول دفقة وصبة من دمه ( ويرى ) : بضم أوله على أنه من الإراءة ويفتح وقوله : ( مقعده ) : بالنصب لا غير على أنه مفعول ثان والمفعول الأول نائب الفاعل ، أو على أنه مفعول به ، وفاعله مستكن في يرى وقوله : ( من الجنة ) : متعلق به ، هذا ينبغي أن يحمل قوله : ويرى مقعده على أنه عطف تفسير لقوله : يغفر له لئلا تزيد الخصال على ست ، لئلا يلزم التكرار في قوله : ( ويجار من عذاب القبر ) : أي يحفظ ويؤمن إذ الإجارة مندرجة في المغفرة إذا حملت على ظاهرها ( ويأمن من الفزع الأكبر ) : فيه إشارة إلى قوله تعالى : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر ) قيل : هو عذاب النار ، وقيل : العرض عليها ، وقيل : هو وقت يؤمر أهل النار بدخولها ، وقيل : ذبح الموت فييأس الكفار عن التخلص من النار بالموت ، وقيل : وقت إطباق النار على الكفار ، وقيل : النفخة الأخيرة بقوله تعالى : ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) ( ويوضع على رأسه تاج الوقار ) : أي المعزة . وفى النهاية : التاج ما يصاغ للملوك من الذهب والجواهر ( الياقوتة منها ) : أي من التاج والتأنيث باعتبار [ ص: 2483 ] أنه علامة العز والشرف ، أو باعتبار أنه مجموع من الجواهر وغيرها . ( خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج ) : أي يعطى بطريق الزوجية ( اثنتين وسبعين زوجة ) : في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد ، لا التكثير ، ويحمل على أن هذا أقل ما يعطى ، ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها ( من الحور العين ) : أي نساء الجنة واحدتها حوراء ، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها ، والعين جمع عيناء وهي الواسعة العين ( ويشفع ) : بتشديد الفاء ; أي يقبل شفاعته ( في سبعين من أقربائه ) : أي أقاربه وأحبابه . ( رواه الترمذي ، وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية