الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3843 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه ، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ستفتح عليكم الأمصار ، وستكون جنود مجندة ، يقطع عليكم فيها بعوث ، فيكره الرجل البعث ، فيتخلص من قومه ، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم ، من أكفيه بعث كذا ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه . رواه أبو داود .

التالي السابق


3843 - ( وعن أبي أيوب رضي الله عنه ، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ) : وفي نسخة رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - يقول : ستفتح عليكم الأمصار ) : أي البلدان الكبار وخصت لأنه عليه مدار الديار ( وستكون ) : أي توجد وتقع ( جنود ) : جمع جند ; أي أعوان وأنصار ( مجندة ) : بتشديد النون المفتوحة ; أي مجتمعة ، وفي النهاية ; أي مجموعة كما يقال : ألوف مؤلفة ، وقناطير مقنطرة ( يقطع ) : بصيغة المجهول ; أي يعين ( عليكم فيها ) : أي في تلك الجنود ( بعوث ) : جمع بعث بمعنى الجيش ، يعني يلزمون أن يخرجوا بعوثا تنبعث من كل قوم إلى الجهاد . قال المظهر : يعني إذا بلغ الإسلام في كل ناحية يحتاج الإمام إلى أن يرسل في كل ناحية جيشا ليحارب من يلي تلك الناحية الكفار كيلا [ ص: 2487 ] يغلب كفار تلك الناحية على من في تلك الناحية من المسلمين ( فيكره الرجل البعث ) : أي الخروج من البعث إلى الغزو بلا أجره ( فيتخلص من قومه ) : أي يخرج من بين قومه ويفر طلبا للخلاص من الغزو ( ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم ) : أي يتفحص عنها ويتساءل فيها ، والمعنى أنه بعد أن فارق هذا الكسلان قومه كراهية الغزو ويتتبع القبائل طالبا منهم أن يشرطوا له شيئا ويعطوه ( قائلا من أكفيه بعث كذا ) : أي من يأخذني أجيرا أكفيه جيش كذا ، ويكفيني هو مؤنتي وعيش كذا ( ألا ) : للتنبيه ( وذلك ) : أي الرجل إلى كره البعث تطوعا ( الأجير ) : أي لا أجر له ( إلى آخر قطرة من دمه ) : فالأجر خبر ذلك ; أي : وذلك الأجير أجير وليس بغاز إلى أن يقتل . قال التوربشتي : أراد بقوله هذا من حضر القتال رغبة فيما عقد له من المال لا رغبة في الجهاد ، ولهذا سماه أجيرا وقال ابن الملك : أفاد به أنه لم يكن له جهاد كسائر الأجير إذا لم يقصد بغزوه إلا الجعل المشروط ، والمراد المبالغة في نفي ثواب الغزو عن مثل هذا الشخص اه . وهذا يؤيد مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه . ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية