الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4322 - وعن علي - رضي الله عنه - قال : " أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فبعث بها إلي فلبستها ، فعرفت الغضب في وجهه ، فقال : إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ، إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين النساء " متفق عليه .

التالي السابق


4322 - ( وعن علي - رضي الله عنه - قال : أهديت ) : بصيغة المجهول ( لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة ) : بالتنوين ، : والغالب أن يكون إزارا ورداء ، وقد ينون ; ولذا جاء صفته ( سيراء ) : ويحتمل أن يكون إفرادها مراعاة للفظ موصوفها . وفي بعض النسخ بالإضافة ، وهي بكسر السين المهملة وفتح تحتية ، ثم راء بعدها ألف ممدودة ، بردة يخالطها حرير ، وقيل : هي حرير محض وهو أشبه لما جاء في بعض الروايات لمسلم : " حلة من ديباج " ، وفي أخرى من سندس ، ولأنها هي المحرمة ، وأما المختلطة من حرير وغيره ، ففيه كلام سبق ( قال ) : علي ( فبعث بها ) : أي فأرسلها ( إلي فلبستها ) : أي وجئته ، لابسا ( فعرفت الغضب في وجهه ) : وهو إما لأن أكثرها أو كلها إبريسيم ; أو لأنه - رضي الله عنه - لم يتفكر أنها ليست من ثياب المتقين ، وكان ينبغي له أن يتحرى فيها ويقسمها ، فلما [ ص: 2769 ] غفل عن هذا المعنى ولبسها بناء على أنه لو لم يجز له لبسها لما أرسلها إليه غضب - صلى الله عليه وسلم - ( فقال : إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ، إنما بعثت بها إليك لتشققها ) : بكسر القاف الأولى المشددة أي لتقطعها ( خمرا ) : بضمتين جمع خمار بكسر أوله وهو المقنعة ونصبه على الحال كقوله : خطته قميصا ، وقوله : ( بين النساء ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب ، أو صفة لخمرا على ما ذكره الطيبي ، والمعنى لتقطعها قطعة قطعة ، كل قطعة قدر خمار ، وتقسمها بين النساء . وفي رواية : " بين الفواطم " ، وهي فاطمة الزهراء البتول بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي وجعفر وعقيل وطالب ، وهي أول هاشمية ولدت بهاشمي ، وفاطمة أم أسماء بنت حمزة ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية