الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4508 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر بعض نسائه كنيسة يقال لها : مارية ، وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة ، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها ، فرفع رأسه فقال : " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، ثم صوروا فيه تلك القبور ، أولئك شرار خلق الله " . متفق عليه .

التالي السابق


4508 - ( وعن عائشة قالت : لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ) : أي مرض ( ذكر بعض نسائه ) : أي أزواجه ( كنيسة ) : وهي معبد اليهود والنصارى معرب كنيشت ( يقال لها ) : أي لتلك الكنيسة ( مارية ) : - ولعلها معربة - ( ما رؤي مثلها ) ( وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة ) : أي ورأتاها فيها وتعجبتا منها ( فذكرتا من حسنها ) : أي حسن المارية ( وتصاوير ) : أي وحسن تصاوير ( فيها ، فرفع ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ( رأسه ) : أي من كمال الغيرة الإلهية ( فقال : أولئك ) : بكسر الكاف خطابا لإحداهما أو لإحدى النساء أو لعائشة ، وفي نسخة بفتح الكاف على خطاب العام ، أو تنزيلا لهن منزلة الرجال ، والمعنى أولئك من أهل الكتاب ، أو من جماعة اليهود والنصارى

[ ص: 2858 ] ( إذا مات فيهم الرجل الصالح ) : أي من نبي أو ولي ( بنوا على قبره مسجدا ) : أي متعبدا وسموه كنيسة ( ثم صوروا فيه تلك الصور ) : أي صور الصلحاء تذكيرا بهم وترغيبا في العبادة لأجلهم ، ثم جاء من بعدهم فزين لهم الشيطان أعمالهم ، وقال لهم : سلفكم يعبدون هذه الصور فوقعوا في عبادة الأصنام . ( أولئك ) : أي البانون والمصورون ( شرار خلق الله ) : لأنهم ضلوا وأضلوا عباد الله . ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية