الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

486 - وعن يحيى بن عبد الرحمن ، قال : إن عمر خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا . فقال عمرو : يا صاحب الحوض ، هل ترد حوضك السباع ؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا صاحب الحوض ، لا تخبرنا ، فإنا نرد على السباع وترد علينا . رواه مالك .

التالي السابق


الفصل الثالث

486 - ( عن يحيى بن عبد الرحمن ) : قال الطيبي : يحيى مدني سمع أباه ، وابن الزبير وابن عمر ، وعبد الرحمن بن حاطب . قال المصنف : هو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، مدني ، روى عن جماعة من الصحابة ، وجماعة عنه ( قال : إن عمر رضي الله عنه خرج في ركب ) : أي : جماعة من الراكبين ( فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا ) : أي : وحضروا صلاة ( فقال عمرو : يا صاحب الحوض ، هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر بن الخطاب : يا صاحب الحوض ، لا تخبرنا ) : قال الطيبي : يعني أن إخبارك بورودها وعدمه سواء ، فإن أخبرتنا بسوء الحال فهو عندنا جائز سائغ . قال ابن حجر : لأنا لا نمتنع مما ترده ; لعسر تجنبه المقتضي لبقائه [ ص: 458 ] على طهارته ( فإنا نرد على السباع وترد علينا ) : أي : لا نخالط السباع وهي واردة علينا . قال ابن حجر : لأنا نرد على ما فضل منها ، وهي ترد على ما فضل منا اهـ .

والأظهر أن يحمل قوله : لا تخبرنا على إرادة عدم التنجس ، وبقاء الماء على طهارته الأصلية ، ويدل عليه سؤال الصحابي ، وإلا فيكون عبثا ، ثم تعليله بقوله : فإنا . . . إلخ إشارة إلى أن هذا الحال من ضرورات السفر ، وما كلفنا بالتفحص ، فلو فتحنا هذا الباب على أنفسنا لوقعنا في مشقة عظيمة ( رواه مالك ) : وسنده صحيح ، قاله ابن حجر .




الخدمات العلمية