الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        69 - الحديث الثالث : عن أنس بن سيرين قال { استقبلنا أنسا حين قدم من الشأم ، فلقيناه بعين التمر ، فرأيته يصلي على حمار ، ووجهه من ذا الجانب - يعني عن يسار القبلة - فقلت : رأيتك تصلي لغير القبلة ؟ فقال : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ما فعلته } .

                                        التالي السابق


                                        الحديث يدل على جواز النافلة على الدابة إلى غير القبلة ، وهو كما تقدم في حديث ابن عمر . وليس في هذا الحديث إلا زيادة أنه " على حمار " فقد يؤخذ منه طهارته ; لأن ملامسته مع التحرز عنه متعذرة ; لا سيما إذا طال زمن ركوبه . فاحتمل العرق . وإن كان يحتمل أن يكون على حائل بينه وبينه . وقوله " من الشأم " هو الصواب في هذا الموضع . ووقع في كتاب مسلم " حين قدم الشام " وقالوا : هو وهم ، وإنما خرجوا من البصرة ليتلقوه من الشام . وقوله { رأيتك تصلي إلى غير القبلة . فقال : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ما فعلته }

                                        إنما يعود إلى الصلاة إلى غير القبلة فقط . وهو الذي سئل عنه ، لا إلى غير ذلك من هيئته . والله أعلم .

                                        وراوي هذا الحديث عن أنس بن مالك : أبو حمزة أنس بن سيرين أخو محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك . ويقال : إنه لما ولد ذهب به إلى أنس بن مالك . فسماه أنسا ، وكناه بأبي حمزة باسمه وكنيته . متفق على الاحتجاج بحديثه [ ص: 219 ] مات بعد أخيه محمد . وكانت وفاة أخيه محمد سنة عشر ومائة .




                                        الخدمات العلمية