عباد بن حبيش ، عن عدي بن حاتم
( 236 ) حدثنا عمر بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا ، عن قيس بن الربيع ، حدثني سماك بن حرب عباد بن حبيش ، عن ، قال : عدي بن حاتم الطائي اليهود مغضوب عليهم ، وإن النصارى ضلال " قلت : فإني حنيف مسلم ، فرأيت وجهه ينبسط فرحا ، ثم أمرني فنزلت على رجل من الأنصار فجعلت آتيه طرفي النهار ، فبينا أنا عنده عشية إذ أتاه قوم في ثياب من صوف من هذه النمار فصلى ، ثم قام فحث عليهم ، ثم قال : " بصاع أو نصف صاع أو نصيفه ولو ببعض قبضة يقي أحدكم وجهه من حر جهنم أو النار ، ولو بشق التمرة ، فإن أحدكم لاقي الله فقائل له ما أقول لكم ، ألم أجعل لك سمعا وبصرا فيقول : بلى فيقول : ألم أجعل لك مالا وولدا ؟ فيقول : بلى ، فيقول : أين ما قدمت لنفسك ، فينظر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقي به وجهه ، ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإني لا أخاف عليكم الفاقة فإن الله عز وجل ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين فليوقي أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة يثرب والحيرة وأكثر ما يخاف على مطيتها السرق " فجعلت أقول في نفسي : فأين لصوص طيئ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد ، فقال القوم : هذا عدي بن حاتم وكنت نصرانيا ، وجئت بغير أمان ولا كتاب ، فلما دفعت إليه أخذ بيدي وقد كان قبل ذلك قال : " إني لأرجو أن [ ص: 99 ] يجعل الله يده في يدي " فقام بي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا : إن لنا إليك حاجة فقام معها حتى قضى حاجتها ، ثم أخذ بيدي حتى أتى داره فألقيت له وسادة فجلس عليها ، وجلست بين يديه فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " لم يغرك إلا أن يقال : إلا الله فهل تعلم من إله إلا الله ؟ " ثم تكلم ساعة ، ثم قال : " أما يغرك أو يضرك إلا أن يقال : الله أكبر ، فهل تعلم شيئا أكبر من الله ؟ " قلت : لا ، قال : " إن