تمشي الوشاة بجنبيها وقولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول وقال كل صديق كنت آمله
لا ألقينك إني عنك مشغول فقلت : خلوا سبيلي لا أبا لكم
فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول نبئت أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال
فرقان فيها مواعيظ وتفصيل لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
أذنب ولو كثرت في الأقاويل إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول في عصبة من قريش قال قائلهم
ببطن مكة لما أسلموا : زولوا زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق كأنها حلق العقفاء مجدول
ليست مفاريح إن نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا وإن نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل
قال : فحدثني ابن إسحاق عاصم بن عمرو ، قال : فلما قال : السود التنابيل ، وإنما يريد معشر الأنصار لما كان صاحبهم صنع ، وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمدحته ، غضبت عليه الأنصار فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار ويذكر بلاءهم [ ص: 179 ] مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وموضعهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - :
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
الباذلين نفوسهم لنبيهم يوم الهياج وفتنة الجبار والضاربين الناس عن أحياضهم بالمشرفي وبالقنا الخطار
والناظرين بأعين محمرة كالجمر غير كليلة الإبصار يتطهرون كأنه نسك لهم بدماء من قتلوا من الكفار
لو يعلم الأقوام علمي كله فيهم لصدقني الذين أماري .