( 268 ) حدثنا ، معاذ بن المثنى ، [ ص: 168 ] قالا : ثنا وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا يحيى بن معين عقبة بن خالد السكوني ، ثنا ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة عائشة ، قال عقبة بن خالد : قال : فحدثني هشام بن عروة يزيد بن [ ص: 169 ] رومان ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
فقالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل ، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف أن لا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره .
قالت الثالثة : زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث .
قالت الخامسة : زوجي عياياء طباقاء ، كل داء له داء ، شجك [ ص: 170 ] أو فلك أو جمع كلا لك .
قالت السادسة : زوجي كليل تهامة لا حر ، ولا قر ، ولا مخافة .
قالت السابعة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .
قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب ، وأنا أغلبه والناس يغلب .
قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد قريب البيت من الناد .
قالت العاشرة : زوجي مالك هو مالك ، وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل قليلات المسارح ، كثيرات المبارك ، إذا سمعن صوت المزاهر أيقن أنهن هوالك .
قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع وما أبو زرع ؟ أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح .
أم أبي زرع وما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح .
ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة يشبعه ذراع الجفرة .
بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها .
جارية أبي زرع وما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا ولا تملأ ميرتنا تنقيثا ، لا تملأ بيتنا تعشيشا .
[ ص: 171 ] خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فمر بامرأة لها ابنان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا ، وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، فقال : كلي أم زرع وميري أهلك .
فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما ملأ أصغر إناء من آنية أبي زرع " .
فقالت عائشة : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كأبي زرع لأم زرع " كنت لك . " اجتمع إحدى عشرة امرأة في الجاهلية فتعاقدن أن يتصادقن بينهن ولا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا " .