حديث ميضأة أبي قتادة واسمه الحارث بن ربعي الأنصاري
وما أبان الله من دلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
53 - حدثنا ، يوسف القاضي ، قالا : ثنا وأبو خليفة الفضل بن الحباب ، ثنا سليمان بن حرب الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير ، عن عبد الله بن [ ص: 305 ] رباح الأنصاري ، عن أبي قتادة قال : " ثم سار أيضا فنعس حتى مال عن الرحل فأتيته فدعمته بيدي ، فلما وجد مس يدي اعتدل وقال : " من ذا ؟ " قلت : أبو قتادة ، وفي الثانية أو الثالثة ، قال : " ما أدري إلا شققت عليك منذ الليلة " قلت : كلا بأبي وأمي ، ولكني أرى الكرى والنعاس قد شق عليك ، فلو عدلت فنزلت حتى يذهب عنك كراك أو نعاسك ، قال : " إني أخاف أن يتحول الناس " قلت : كلا بأبي وأمي ، قال : " . . . . . . " فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدة من شجرة أصبتها ، فقلت : يا رسول الله ، هذه عقدة من شجر قد أصبتها ، فعدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعدل معه من يليه عن الطريق ، فنزلوا واستتروا بالعقدة من الطريق ، فما استيقظوا إلا والشمس طالعة علينا ، وقمنا ونحن وهلون بصلاتنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رويدا رويدا " حتى تعالت الشمس ، ثم قال : " من كان لم يصل هاتين الركعتين قبل صلاة الغداة فليصلهما " قال : فصلاهما من كان لم يصلهما ، ثم أمر فنودي بالصلاة ، فصلى بنا فسلم ، فلما سلم قال : " إنا بحمد الله لم نكن في شيء من أمر الدنيا شغلنا عن صلاتنا ، ولكن أرواحنا كانت بيد الله أرسلها أنى شاء ، فمن أدركته هذه الصلاة من غد صابحا فليقض معها مثلها " قالوا : أبو قتادة أبا قتادة أدن لي غمري على الراحلة " فأتيته بقدح بين القدحين فصب فيه ، ثم قال : " اسق القوم " فنادى رسول الله - صلى الله [ ص: 306 ] عليه وسلم - ورفع صوته : " ألا من أتاه إناؤه فليشرب ما فيه " فأتينا حلقة فسقيت رجلا رجلا ثم رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصب في القدح فسقيت الذي يليه ، ثم رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصب في القدح فسقيت حلقة أخرى ، حتى سقيت سبع رمق ، فجعلت أتطاول أنظر هل بقي فيها شيء فصبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القدح ، فقلت : يا رسول الله ، إني لا أجد كبير عطش فاشرب ، فقال : " أنت ساقي القوم منذ اليوم " فشربت ثم صب فشرب ثم ركبنا يا رسول الله ، العطش ، قال : " لا عطش عليكم ، يا " . كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فبينما هم في ليلة متساترين عن الطريق إذ نعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين مال عن الرحل ، فأتيته فدعمته بيده ، فلما وجد مس يد رجل اعتدل ، وقال : " من ذا ؟ " قلت :