ومما أسند رضي الله عنه سعيد بن زيد
350 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز عبد الله بن رجاء ، أنبأ المسعودي ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ورقة بن [ ص: 152 ] نوفل ، وزيد بن عمرو يطلبان الدين ، حتى مرا بالشام ، فأما ورقة فتنصر ، وأما زيد فقيل له : إن الذي تطلب أمامك ، فانطلق حتى أتى الموصل ، فإذا هو براهب ، فقال : من أين أقبل صاحب المرحلة ؟ قال : من بيت إبراهيم ، قال : ما تطلب ؟ قال : الدين ، فعرض عليه النصرانية فأبى أن يقبل ، وقال : لا حاجة لي فيه ، قال : أما إن الذي تطلب سيظهر بأرضك ، فأقبل وهو يقول : لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا ، البر أبغي لا الحال ، وهل مهاجر كمن قال ، عذت بما عاذ به إبراهيم وهو قائم ، وأنفي لك اللهم عان راغم مهما تجشمني ، فإني جاشم ، ثم يخر فيسجد للكعبة ، قال : فمر زيد بن عمرو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهما يأكلان من سفرة لهما ، فدعياه ، فقال : " يا ابن أخي ، لا آكل مما ذبح على النصب ، قال : فما رؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذلك حتى بعث ، قال : وجاء وزيد بن حارثة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن سعيد بن زيد زيدا كان كما رأيت - أو كما بلغك - فاستغفر له قال : " نعم ، فاستغفر له ، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " . خرج