الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  167 - حدثنا القاسم بن عباد الخطابي البصري ، ثنا سعيد بن صبيح ، قال : قال هشام بن الكلبي ، عن عوانة بن الحكم ، قال : لما ضرب عبد الرحمن بن ملجم عليا - رضي الله عنه - ، وحمل إلى منزله ، أتاه العواد ، فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه ، وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : " كل امرئ ملاق ما يفر منه في فراره ، والأجل مساق النفس ، والهرب من آفاته كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر وأبى الله - عز وجل - ، إلا إخفاءه ، هيهات علم مخزون ، أما وصيتي إياكم فالله - عز وجل - ، لا تشركوا به شيئا ، ومحمدا - صلى الله عليه وسلم - لا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين ، وخلاكم ذم ما لم يشردوا ، وأحمل كل امرئ مجهوده ، وخفف عن الجهلة برب رحيم ، ودين قويم وإمام عليم ، كنا في رياح وذري أغصان ، وتحت ظل غمامة اضمحل مركزها فيحطها عان ، جاوركم تدني أياما تباعا ، ثم هوى فستعقبون من بعده جثة خواء ساكنة بعد حركة كاظمة ، بعد نطوق ، إنه أوعظ للمعتبرين من نطق البليغ ، وداعيكم داعي مرصد للتلاق ، غدا ترون أيامي ، ويكشف عن سرائري ، لن يحابيني الله - عز وجل - ، إلا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود ، عليكم السلام إلى يوم اللزام إن أبق ، فأنا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، العفو لي قربة ، ولكم حسنة ، فاعفوا عفا الله عنا وعنكم ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ثم قال : [ ص: 97 ]

                                                                  عش ما بدا لك ، قصرك الموت لا مرحل عنه ، ولا فوت     بينا غنى بيت وبهجة
                                                                  زال الغنى وتقوض البيت     يا ليت شعري ما يراد بنا
                                                                  ولقل ما يجدي لنا ليت

                                                                  " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية