7192 - حدثنا محمد بن النضر الأزدي ، ثنا ابن الأصبهاني ، ثنا ، عن ابن المبارك أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، قال : قال : شيبة بن عثمان حنين ، تذكرت أبي وعمي ، قتلهما علي وحمزة ، فقلت : اليوم أدرك ثأري في محمد ، فجئته فإذا العباس من يمينه ، عليه درع بيضاء كأنها الفضة ، فكشف عنها العجاج ، فقلت : عمه لن يخذله ، فجئت عن يساره ، فإذا أنا ، فقلت : ابن عمه ولن يخذله ، فجئته من خلفه ، فدنوت ودنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف ، رفع إلي شواظ من نار كأنه البرق ، فخفت أن يمحشني ، فنكصت القهقرى ، فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعال يا بأبي سفيان بن الحارث شيب " فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري ، فاستخرج الله الشيطان من قلبي ، فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي ومن بصري ، ومن كذا ، فقال لي : " يا شيب قاتل الكفار " ، ثم قال : " عباس ، اصرخ بالمهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة ، وبالأنصار الذين آووا ونصروا " ، فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا البقر على أولادها ، حتى نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه حرجة ، قال : فلرماح الأنصار كانت عندي أخوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من رماح الكفار ، ثم قال : " يا عياش ناولني من البطحاء " ، قال : فأفقه الله البغلة كلامه ، فأخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض ، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء ، فنفخ في وجوههم ، وقال : " شاهت الوجوه ، حم لا ينصرون يا " . لما غزا [ ص: 299 ] النبي صلى الله عليه وسلم