الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  12068 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثني أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء ، وعلى كل شيء إلا أنفسهم وذراريهم ، قال : فأتي بالربيع وكنانة ابني أبي الحقيق وأحدهما [ ص: 383 ] عروس بصفية بنت حيي فقال : " أين آنيتكم التي كانت تستعار في أعراس المدينة ؟ " قال : أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها فقال : " انظرا ما تقولان فإنكما إن كتمتاني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما " قال : فدعا رجلين من الأنصار فقال : " اذهب مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة فانزع تلك الرقعة واستخرج تلك الآنية وائتني بها " فانطلق حتى جاء بها ، فقدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب أعناقهما وبعث إلى ذريتهما فأتي بصفية وهي عروس ، فأمر بلالا فانطلق بها إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بلال فمر على زوجها وأخيه وهما قتيلان ، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سبحان الله ما أردت يا بلال إلى جارية بكر تمر بها على قتيلين تريها إياهما أما لك رحمة ؟ " قال : أردت أن أحرق جوفها قال : ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات معها وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب الفسطاط قال : إن سمعت راعة أو رابني شيء كنت قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إقامة بلال قال : " من هذا " قال أنا أبو أيوب قال : " ما شأنك هذه الساعة هاهنا " قال : يا رسول الله دخلت بجارية بكر وقد قتلت زوجها وأخاه ، فأشفقت عليك ، قلت : أكون قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " يرحمك الله أبا أيوب " ثلاث مرات ، فأكثر الناس فيها ، فقائل يقول : سريته ، وقائل يقول : امرأته ، فلما كان عند الرحيل قالوا : انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي [ ص: 384 ] سريته ، فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجبها فوضع لها ركبته فقال : " اركبي " فأكرمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضع قدمها على ركبته ، ووضعت ركبتها على فخذه ، وركبت وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها فقالت : لا ، بل أعتقني وانكحني ففعل صلى الله عليه وسلم .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية