وما روى رضي الله عنه عن ابن عباس أبي رافع
912 - حدثنا ، ثنا موسى بن هارون ، حدثنا إسحاق بن راهويه ، حدثنا أبي ، قال : سمعت وهب بن جرير محمد بن إسحاق ، يقول : حدثنا حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ، عن ابن عباس أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " كنت غلاما ، وكنت قد أسلمت ، وأسلمت للعباس بن عبد المطلب أم الفضل ، وأسلم العباس ، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه ، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام ، وكان له عليه دين ، فقال له : اكفني هذا الغزو ، وأترك لك ما عليك ، ففعل ، فلما جاء الخبر ، وكبت الله أبا لهب ، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة ، ومر بي ، فوالله إني لجالس في الحجرة أنحت أقداحي وعنديأم الفضل ، إذ الفاسق أبو لهب يجر رجليه - أراه قال : حتى جلس عند طنب الحجرة - فكان ظهره إلى ظهري ، فقال الناس : هذا ، فقال أبو سفيان بن الحارث أبو لهب : هلم إلي يا ابن أخي ، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده ، فجاء الناس فقاموا عليهما ، فقال : يا ابن أخي كيف كان أمر الناس ؟ قال : لا شيء ، والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله ، لما لمت الناس ، قال : ولم ؟ فقال : ، قال : فرفعت طنب الحجرة ، فقلت : تلك والله الملائكة ، فرفع رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء أبو لهب يده فلطم وجهي ، وثاورته فاحتملني ، فضرب بي الأرض حتى نزل علي ، فقامت أم الفضل فاحتجزت ، فأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ، ففلقت في رأسه [ ص: 309 ] شجة منكرة ، وقالت : أي عدو الله ، استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه ، فقام ذليلا ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته ، فلقد ، فقال رجل من تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن قريش لابنيه : ألا تستحيان ، إن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا : إنا نخشى هذه القرحة ، وكانت قريش يتقون العدسة كما يتقى الطاعون ، فقال رجل : انطلقا فأنا معكما ، قال : فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار ، وقذفوا عليه الحجارة " .