2328 حدثنا إبراهيم قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني قال : سمعت عبد الله بن بحير القاص ، يذكر ، عن ، عن وهب بن منبه ، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن الرقيم : " النعمان بن بشير الأنصاري ، فأوصد عليهم ، فقال قائل منهم : يا قوم ، تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله برحمته يرحمنا ، فقال أحدهم : قد عملت حسنة مرة كان لي عمال استأجرتهم في عمل لي ، كل رجل منهم بأجر معلوم ، فجاءني رجل ذات يوم وسط النهار ، فاستأجرته ما بقي من النهار بشرط [ ص: 161 ] أصحابه ، فعمل في بقية نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله ، فرأيت من الذمام أن لا أنقصه شيئا مما استأجرت به أصحابه ، لما جهد في عمله ، فقال لي رجل منهم : أتعطي هذا مثل ما أعطيتني ولم يعمل إلا نصف نهار ؟ قلت : يا عبد الله لم أبخسك شيئا من شرطك ، وإنما هو مالي أحكم فيه ما شئت ، فغضب عند ذلك ، وترك إجارته ، ووضعت حقه في جانب من البيت ما شاء الله ، ثم مرت بي بعد ذلك بقر ، فاشتريت به فصيلا من البقر ، فأمسكته حتى كبر ، ثم بعته ، ثم صرفت ثمنه في بقرة ، فحملت ، ثم توالدت لها حتى بلغ ما شاء الله ، ثم مر بي بعد حين شيخ ضعيف لا أعرفه ، فقال لي : إن لي عندك حقا ، فذكره حتى عرفته ، فقلت : نعم ، إياك أبغي ، فعرضتها عليه جميعا ، فقلت : هذا حقك ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ مني ، إن لم تتصدق علي فأعطني حقي ، فقلت : والله ما أسخر منك ، إنها لحقك ، ما لي منها شيء ، فدفعتها إليه ، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك ، فافرج عنا ، فانصدع الجبل ، حتى رأوا وبصروا ، وقال الآخر : فعلت حسنة مرة كان عندي فضل ، وأصابت الناس شدة ، فجاءتني امرأة تطلب مني معروفا ، فقلت لها : لا والله ما هو دون نفسك ، فأبت علي ، ثم رجعت فذكرتني بالله ، فأبيت عليها ، فقلت : لا والله ما هو دون نفسك ، فأبت علي ، فذكرت ذلك لزوجها ، فقال لها : أعطيه نفسك وأغني [ ص: 162 ] عيالك ، فجاءتني ، فناشدتني الله ، فقلت لها : لا والله ما هو دون نفسك ، فلما رأت ذلك أسلمت إلي نفسها ، فلما كشفتها وهممت بها ارتعدت من تحتي ، فقلت : ما لك ؟ قالت : أخاف الله رب العالمين ، فقلت لها : خفت الله في الشدة ، ولم أخفه في الرخاء فتركتها ، وأعطيتها ما يحق علي بما كشفتها ، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا ، فانصدع الجبل حتى عرفوا وتبين لهم ، وقال الآخر : قد عملت حسنة مرة كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكانت لي غنم ، فأطعم أبوي وأسقيهما ، ثم أرجع إلى غنمي ، فلما كان ذات يوم أصابني غيث ، فحبسني فلم أرح حتى أمسيت ، فأتيت أهلي ، فأخذت محلبي ، فحلبت ، وتركت غنمي قائمة ، فمضيت إلى أبوي لأسقيهما ، فوجدتهما قد ناما ، فشق علي أن أوقظهما ، وشق علي أن أترك غنمي ، فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا " قال ثلاثة نفر دخلوا في كهف ، فوقع قطعة من الجبل على باب الكهف النعمان : لكأني أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " فقال الجبل : طاق ، ففرج الله عنهم ، فخرجوا " . إن