الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1439 وعن رفاعة بن رافع - وكان عقبيا بدريا - قال : كنت عند عمر - رحمة الله عليه - فقيل له : إن زيد بن ثابت - رحمه الله - يفتي الناس في المسجد برأيه في الذي يجامع ولا ينزل . قال : أعجل علي به ، فأتي به فقال : يا عدو نفسه ، أو لقد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيك ؟ ! قال : ما فعلت ، ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : أي عمومتك ؟ قال : أبي بن كعب وأبو أيوب ورفاعة بن رافع . فالتفت عمر - رحمه الله - إلي فقال : ما يقول هذا الغلام ؟ فقلت : كنا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : سألتم عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : كنا نفعله على عهده . قال : فجمع الناس واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء ، إلا علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل ، فقالا : إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل . قال : فقال علي : يا أمير المؤمنين ، إن أعلم الناس بهذا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى حفصة - رحمها الله - فقالت : لا علم لي، فأرسل إلى عائشة - رحمها الله - قالت : إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل . قال : فتحطم عمر - رضي الله عنه - يعني تغيظ - ثم قال : لا يبلغني أن أحدا فعله إلا أنهكته عقوبة .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الكبير ، ورجال أحمد ثقات ، إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة ، وفي الصحيح طرف منه ، زاد الطبراني في الكبير : ثم أفاضوا في العزل ، فقالوا : لا بأس ، فسار رجل صاحبه فقال : ما هذه المناجاة ؟ فقال أحدهما : يزعم أنها الموءودة الصغرى . فقال علي : إنها لا تكون موءودة حتى تمر بسبع تارات ; قال الله - عز وجل - ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) إلى قوله : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ). قال : فتفرقوا على قول علي بن أبي طالب أنه لا بأس به .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية