الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            857 - وعن خالد بن عرفطة قال : كنت جالسا عند عمر إذ أتى برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس ، فقال له عمر : أنت فلان ابن فلان العبدي ؟ قال : نعم . فضربه بعصا معه ، فقال الرجل : مالي يا أمير المؤمنين ؟ فقال له عمر : اجلس ، فجلس ، فقرأ عليه ( بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا ، فقال الرجل : مالي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أنت الذي نسخت كتب دانيال ؟ قال : مرني بأمرك أتبعه . قال : انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ، ثم لا تقرأه أنت ولا تقرئه أحدا من الناس ، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ، ثم قال له : اجلس ، فجلس بين يديه . قال : انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما هذا الذي في يدك يا عمر ؟ " فقلت : يا رسول الله ، كتاب نسخته لنزداد علما إلى علمنا ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار : أغضب نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ؟ السلاح السلاح ، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا أيها الناس ، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، واختصر لي اختصارا ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوكوا ، ولا يغرنكم المتهوكون " . قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبك رسولا . ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                            رواه أبو يعلى ، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، ضعفه أحمد وجماعة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية