الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم من لم ير إسقاط الفرق الثاني جملة ، بل إنما يسقطه عن الواصل إلى عين [ ص: 261 ] الجمع ، الشاهد للحقيقة ، وما دام سالكا ، أو محجوبا عن شهود الحقيقة فالفرق لازم له .

وهؤلاء أيضا من جنس الفريق الأول ، بل هم خواصهم ، فإذا وصل واصلهم إلى شهود حقيقة الجمع لم يجب عليه القيام بتفرقة الأوامر ، وإن قام بها فلحفظ المرتبة ، وضبط الناموس ، وحفظ السالكين عن الذهاب مع الفرق الطبيعي ، قبل شهودهم الحقيقة ، ويسمون هذه الحال تلبيسا وقد تقدم ذكره .

وسيأتي إن شاء الله تعالى كشف هذا التلبيس الذي يشيرون إليه كشفا بينا .

وقد تقدم أنهم يحتجون على سقوط الفرق عمن شهد الحقيقة بقوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .

ويقولون : إن الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - كان في هذا المقام ، وإنما كان في قيامه بالأعمال تشريعا ، وقد ذكرنا أن اليقين الموت ، وأنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن الأوامر والنواهي لا تسقط عن العبد ما دام في دار التكليف ، إلا إذا زال عقله وصار مجنونا .

التالي السابق


الخدمات العلمية