الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1302 ) فصل : والسنة أن يخطب متطهرا . قال أبو الخطاب : وعنه أن ذلك من شرائطها ، وللشافعي قولان ، كالروايتين . وقد قال أحمد ، في من خطب وهو جنب ، ثم اغتسل وصلى بهم : يجزئه . وهذا إنما يكون إذا خطب في غير المسجد ، أو خطب في المسجد غير عالم بحال نفسه ، ثم علم بعد ذلك ، والأشبه بأصول المذهب اشتراط الطهارة من الجنابة ; فإن أصحابنا قالوا : يشترط قراءة آية فصاعدا . وليس ذلك للجنب ، ولأن الخرقي اشترط للأذان الطهارة من الجنابة ، فالخطبة أولى .

                                                                                                                                            فأما الطهارة الصغرى فلا يشترط ; لأنه ذكر يتقدم الصلاة ، فلم تكن الطهارة فيه شرطا كالأذان ، لكن يستحب أن يكون متطهرا من الحدث والنجس ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عقيب الخطبة ، لا يفصل بينهما بطهارة ، فيدل على أنه كان متطهرا ، والاقتداء به إن لم يكن واجبا فهو سنة . ولأننا استحببنا ذلك للأذان ، فالخطبة أولى ، ولأنه لو لم يكن متطهرا احتاج إلى الطهارة بين الصلاة والخطبة ، فيفصل بينهما ، وربما طول على الحاضرين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية