الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( 1425 ) مسألة ; قال : ( وإذا غدا من طريق رجع من غيره ) وجملته أن nindex.php?page=treesubj&link=1156الرجوع في غير الطريق التي غدا منها سنة . وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . والأصل فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله ، قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=9906كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره } . قال الترمذي : هذا حديث حسن . وقال بعض أهل العلم : إنما فعل هذا قصدا لسلوك الأبعد في الذهاب ليكثر ثوابه وخطواته إلى الصلاة . ويعود في الأقرب لأنه أسهل وهو راجع إلى منزله . وقيل : كان يحب أن يشهد له الطريقان . وقيل : كان يحب المساواة بين أهل الطريقين في التبرك بمروره بهم ، وسرورهم برؤيته ، وينتفعون بمسألته . وقيل : لتحصل الصدقة ممن صحبه على أهل الطريقين من الفقراء . وقيل : لتبرك الطريقين بوطئه عليهما .
وفي الجملة الاقتداء به سنة ; لاحتمال بقاء المعنى الذي فعله من أجله ، ولأنه قد يفعل الشيء لمعنى ويبقى في حق غيره سنة ، مع زوال المعنى ، كالرمل والاضطباع في طواف القدوم ، فعله هو وأصحابه لإظهار الجلد للكفار ، وبقي سنة بعد زوالهم .
ولهذا روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أنه قال : فيم الرملان الآن ، ولمن نبدي مناكبنا وقد نفى الله المشركين ؟ ثم قال مع ذلك : لا ندع شيئا فعلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .