الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                      ساء مثلا استئناف مسوق لبيان كمال قبح حال المكذبين بعد بيان كونه كحال الكلب ، أو المنسلخ ، وساء بمعنى بئس ، وفاعلها مضمر فيها ، ومثلا تمييز مفسر له .

                                                                                                                                                                                                                                      والمخصوص بالذم قوله تعالى : القوم الذين كذبوا بآياتنا وحيث وجب التصادق بينه وبين الفاعل والتمييز ، وجب المصير إلى تقدير مضاف ، إما إليه وهو الظاهر ; أي : ساء مثلا مثل القوم ... إلخ ، أو إلى التمييز ; أي : ساء أصحاب مثل القوم ... إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ : ( ساء مثل القوم ) وإعادة القوم موصوفا بالموصول مع كفاية الضمير بأن يقال : ساء مثلا مثلهم ; للإيذان بأن مدار السوء ما في حيز الصلة ، ولربط قوله تعالى : وأنفسهم كانوا يظلمون به ، فإنه إما معطوف على كذبوا داخل معه في حكم الصلة ، بمعنى : جمعوا بين تكذيب آيات الله بعد قيام الحجة عليها وعلمهم بها ، وبين ظلمهم لأنفسهم خاصة ، أو منقطع عنه بمعنى : وما ظلموا بالتكذيب إلا أنفسهم ، فإن وباله لا يتخطاها ، وأيا ما كان ، ففي " يظلمون " لمح إلى أن تكذيبهم بالآيات متضمن للظلم ، وأن ذلك أيضا معتبر في القصر المستفاد من تقديم المفعول .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية