nindex.php?page=treesubj&link=28978_19881_30454_30539_34104nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178من يهد الله فهو المهتدي لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقص قصص المنسلخ على هؤلاء الضالين الذين مثلهم كمثله ليتفكروا فيه ، ويتركوا ما هم عليه من الإخلاد إلى الضلالة ، ويهتدوا إلى الحق ، عقب ذلك بتحقيق أن الهداية والضلالة من جهة الله عز وجل ، وإنما العظة والتذكير من قبيل الوسائط العادية في حصول الاهتداء من غير تأثير لها فيه ، سوى كونها دواعي إلى صرف العبد اختياره نحو تحصيله حسبما نيط به خلق الله تعالى إياه ، كسائر أفعال العباد .
فالمراد بهذه الهداية ما يوجب الاهتداء قطعا ، لكن لا لأن حقيقتها الدلالة الموصلة إلى البغية البتة ، بل لأنها الفرد الكامل من حقيقة الهداية التي هي الدلالة إلى ما يوصل إلى البغية ; أي : ما من شأنه الإيصال إليها ، كما سبق تحقيقه في تفسير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هدى للمتقين .
وليس المراد مجرد الإخبار باهتداء من هداه الله تعالى ، حتى يتوهم عدم الإفادة بحسب الظاهر لظهور استلزام هدايته تعالى للاهتداء ، ويحمل النظم الكريم على تعظيم شأن الاهتداء ، والتنبيه على أنه في نفسه كمال جسيم ونفع عظيم ، لو لم يحصل له غيره لكفاه ، بل هو قصر الاهتداء على من هداه الله تعالى ، حسبما يقضي به تعريف الخبر ; فالمعنى : من يهده الله ; أي : يخلق فيه الاهتداء على الوجه المذكور ، فهو المهتدي لا غير كائنا من كان .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178ومن يضلل بأن لم يخلق فيه الاهتداء ، بل خلق فيه الضلالة لصرف اختياره نحوها .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178فأولئك الموصوفون بالضلالة على الوجه المذكور .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178هم الخاسرون ; أي : الكاملون في الخسران لا غير ، وإفراد " المهتدي " نظرا إلى لفظ " من " ، وجمع " الخاسرين " نظرا إلى معناها ; للإيذان باتحاد منهاج الهدى وتفرق
[ ص: 295 ] طرق الضلال .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_19881_30454_30539_34104nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي لَمَّا أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَقُصَّ قَصَصَ الْمُنْسَلِخِ عَلَى هَؤُلَاءِ الضَّالِّينَ الَّذِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِهِ لِيَتَفَكَّرُوا فِيهِ ، وَيَتْرُكُوا مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْإِخْلَادِ إِلَى الضَّلَالَةِ ، وَيَهْتَدُوا إِلَى الْحَقِّ ، عُقِّبَ ذَلِكَ بِتَحْقِيقِ أَنَّ الْهِدَايَةَ وَالضَّلَالَةَ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنَّمَا الْعِظَةُ وَالتَّذْكِيرُ مِنْ قَبِيلِ الْوَسَائِطِ الْعَادِيَّةِ فِي حُصُولِ الِاهْتِدَاءِ مِنْ غَيْرِ تَأْثِيرٍ لَهَا فِيهِ ، سِوَى كَوْنِهَا دَوَاعِيَ إِلَى صَرْفِ الْعَبْدِ اخْتِيَارَهُ نَحْوَ تَحْصِيلِهِ حَسْبَمَا نِيطَ بِهِ خَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ ، كَسَائِرِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ .
فَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الْهِدَايَةِ مَا يُوجِبُ الِاهْتِدَاءَ قَطْعًا ، لَكِنْ لَا لِأَنَّ حَقِيقَتَهَا الدَّلَالَةُ الْمُوصِلَةُ إِلَى الْبُغْيَةِ الْبَتَّةَ ، بَلْ لِأَنَّهَا الْفَرْدُ الْكَامِلُ مِنْ حَقِيقَةِ الْهِدَايَةِ الَّتِي هِيَ الدَّلَالَةُ إِلَى مَا يُوصِلُ إِلَى الْبُغْيَةِ ; أَيْ : مَا مِنْ شَأْنِهِ الْإِيصَالُ إِلَيْهَا ، كَمَا سَبَقَ تَحْقِيقُهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هُدًى لِلْمُتَّقِينَ .
وَلَيْسَ الْمُرَادُ مُجَرَّدَ الْإِخْبَارِ بِاهْتِدَاءِ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَتَّى يُتَوَهَّمَ عَدَمُ الْإِفَادَةِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ لِظُهُورِ اسْتِلْزَامِ هِدَايَتِهِ تَعَالَى لِلِاهْتِدَاءِ ، وَيُحْمَلُ النَّظْمُ الْكَرِيمُ عَلَى تَعْظِيمِ شَأْنِ الِاهْتِدَاءِ ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُ فِي نَفْسِهِ كَمَالٌ جَسِيمٌ وَنَفْعٌ عَظِيمٌ ، لَوْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ غَيْرُهُ لَكَفَاهُ ، بَلْ هُوَ قَصْرُ الِاهْتِدَاءِ عَلَى مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَسْبَمَا يَقْضِي بِهِ تَعْرِيفُ الْخَبَرِ ; فَالْمَعْنَى : مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ ; أَيْ : يَخْلُقْ فِيهِ الِاهْتِدَاءَ عَلَى الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ ، فَهُوَ الْمُهْتَدِي لَا غَيْرُ كَائِنًا مَنْ كَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178وَمَنْ يُضْلِلْ بِأَنْ لَمْ يَخْلُقْ فِيهِ الِاهْتِدَاءَ ، بَلْ خَلَقَ فِيهِ الضَّلَالَةَ لِصَرْفِ اخْتِيَارِهِ نَحْوَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178فَأُولَئِكَ الْمَوْصُوفُونَ بِالضَّلَالَةِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178هُمُ الْخَاسِرُونَ ; أَيِ : الْكَامِلُونَ فِي الْخُسْرَانِ لَا غَيْرُ ، وَإِفْرَادُ " الْمُهْتَدِي " نَظَرًا إِلَى لَفْظِ " مَنْ " ، وَجَمْعُ " الْخَاسِرِينَ " نَظَرًا إِلَى مَعْنَاهَا ; لِلْإِيذَانِ بِاتِّحَادِ مِنْهَاجِ الْهُدَى وَتَفَرُّقِ
[ ص: 295 ] طُرُقِ الضَّلَالِ .