الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            114 وعن أنس - رضي الله عنه - قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس ، حتى جلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده على ركبة رسول الله ، فقال : يا محمد ، ما الإسلام ؟ قال : " شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انظروا هو يسأله وهو يصدقه ، كأنه أعلم منه ، ولا يعرفون الرجل ، ثم قال يا محمد : ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ، وبالموت ، وبالبعث ، وبالحساب ، وبالجنة ، وبالنار ، وبالقدر كله " . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : يا محمد : ما الإحسان ؟ قال : " أن تخشى الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : يا محمد : متى الساعة ؟ قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . وأدبر الرجل فذهب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : علي بالرجل فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئا ، فعادوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ، اتبعنا الرجل فطلبناه فما رأينا شيئا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ذاك جبريل - صلى الله عليه وسلم - جاءكم ليعلمكم دينكم " .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه الضحاك بن نبراس ، قال البزار : ليس به بأس ، وضعفه الجمهور .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية