nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28981وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون .
لما حكى
nindex.php?page=treesubj&link=30549تمرد المشركين بين هنا أنهم في ذلك لاهون ببطرهم وازدهائهم بالنعمة والدعة فأنساهم ما هم فيه من النعمة أن يتوقعوا حدوث ضده فتفننوا في التكذيب بوعيد الله أفانين الاستهزاء ، كما قال - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا
وجاء الكلام على طريقة الحكاية عن حالهم ، والملقى إليه الكلام هو النبيء - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون . وفيه تعريض بتذكير الكفار بحال حلول المصائب بهم لعلهم يتذكرون ، فيعدوا عدة الخوف من حلول النقمة التي أنذرهم بها في قوله : فانتظروا كما في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341144تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة .
فالمراد بـ الناس الناس المعهودون المتحدث عنهم بقرينة السياق على الوجهين المتقدمين في قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه
وقد قيل : إن الآية تشير إلى ما أصاب
قريشا من القحط سبع سنين بدعاء النبيء - صلى الله عليه وسلم - ثم كشف الله عنهم القحط وأنزل عليهم المطر ، فلما حيوا طفقوا يطعنون في آيات الله ويعادون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويكيدون له . والقحط الذي أصاب
قريشا هو المذكور في سورة الدخان . وقد أنذروا فيها بالبطشة الكبرى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي بطشة يوم
بدر . فتكون هذه الآية قد نزلت بعد انقراض السبع السنين التي هي كسني
يوسف وبعد أن حيوا ، فتكون قد نزلت بعد سنة عشر من البعثة أو سنة إحدى عشرة .
والإذاقة : مستعملة في مطلق الإدراك استعارة أو مجازا ، كما تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=95ليذوق وبال أمره في سورة العقود .
[ ص: 133 ] والرحمة : هنا مطلقة على أثر الرحمة ، وهو النعمة والنفع ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وينشر رحمته
والضراء : الضر . والمس : مستعمل في الإصابة . والمعنى إذا نالت الناس نعمة بعد الضر ، كالمطر بعد القحط ، والأمن بعد الخوف ، والصحة بعد المرض .
و إذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إذا لهم مكر للمفاجأة ، وهي رابطة لجواب إذا الشرطية لوقوعه جملة اسمية وهي لا تصلح للاتصال بإذا الشرطية التي تلازمها الأفعال إن وقعت ظرفا ثم إن وقعت شرطا فلا تصلح لأن تكون جوابا لها ، فلذلك أدخل على جملة الجواب حرف إذا الفجائية ; لأن حرف المفاجأة يدل على البدار والإسراع بمضمون الجملة ، فيفيد مفاد فاء التعقيب التي يؤتى بها لربط جواب الشرط بشرطه ، فإذا جاء حرف المفاجأة أغنى عنها .
والمكر : حقيقته إخفاء الإضرار وإبرازه في صورة المسالمة ، وقد تقدم عند قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54ومكروا ومكر الله في سورة آل عمران .
و في من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21في آياتنا للظرفية المجازية المراد منها الملابسة ، أي مكرهم المصاحب لآياتنا . ومعنى مكرهم في الآيات أنهم يمكرون مكرا يتعلق بها ، وذلك أنهم يوهمون أن آيات القرآن غير دالة على صدق الرسول ويزعمون أنه لو أنزلت عليه آية أخرى لآمنوا بها وهم كاذبون في ذلك وإنما هم يكذبونه عنادا ومكابرة وحفاظا على دينهم في الشرك .
ولما كان الكلام متضمنا التعريض بإنذارهم ، أمر الرسول أن يعظهم بأن الله أسرع مكرا ، أي منكم ، فجعل مكر الله بهم أسرع من مكرهم بآيات الله .
ودل اسم التفضيل على أن مكر الكافرين سريع أيضا ، وذلك لما دل عليه حرف المفاجأة من المبادرة وهي إسراع . والمعنى : أن الله أعجل مكرا بكم منكم بمكركم بآيات الله .
وأسرع : مأخوذ من " أسرع " المزيد على غير قياس ، أو من سرع المجرد بناء على وجوده في الكلام فيما حكاه الفارسي .
[ ص: 134 ] وأطلق على تأجيل الله عذابهم اسم المكر على وجه الاستعارة التمثيلية لأن هيئة ذلك التأجيل في خفائه عنهم كهيئة فعل الماكر ، وحسنته المشاكلة كما تقدم في آية آل عمران .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إن رسلنا يكتبون ما تمكرون استئناف خطاب للمشركين مباشرة تهديدا من الله ، فلذلك فصلت على التي قبلها لاختلاف المخاطب . وتأكيد الجملة لكون المخاطبين يعتقدون خلاف ذلك ، إذ كانوا يحسبون أنهم يمكرون بالنبيء - صلى الله عليه وسلم - وأن مكرهم يتمشى عليه ولا يشعر به فأعلمهم الله بأن
nindex.php?page=treesubj&link=29747_30497الملائكة الموكلين بإحصاء الأعمال يكتبون ذلك . والمقصود من هذا أن ذلك محصي معدود عليهم لا يهمل ، وهو إنذار بالعذاب عليه ، وهذا يستلزم علم الله - تعالى - بذلك .
وعبر بالمضارع في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21يكتبون و يمكرون للدلالة على التكرر ، أي تتكرر كتابتهم كلما يتكرر مكرهم ، فليس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21ما تمكرون التفات من الغيبة إلى الخطاب لاختلاف معادي الضميرين .
وقرأه الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21ما تمكرون بتاء الخطاب . وقرأه
روح عن
يعقوب ( ما يمكرون ) بياء الغائب ، والضمير لـ الناس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وإذا أذقنا الناس رحمة . وعلى هذه القراءة فالكلام موجه للنبيء - صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28981وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ .
لَمَّا حَكَى
nindex.php?page=treesubj&link=30549تَمَرُّدَ الْمُشْرِكِينَ بَيَّنَ هُنَا أَنَّهُمْ فِي ذَلِكَ لَاهُونَ بِبَطَرِهِمْ وَازْدِهَائِهِمْ بِالنِّعْمَةِ وَالدَّعَةِ فَأَنْسَاهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ أَنْ يَتَوَقَّعُوا حُدُوثَ ضِدِّهِ فَتَفَنَّنُوا فِي التَّكْذِيبِ بِوَعِيدِ اللَّهِ أَفَانِينَ الِاسْتِهْزَاءِ ، كَمَا قَالَ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا
وَجَاءَ الْكَلَامُ عَلَى طَرِيقَةِ الْحِكَايَةِ عَنْ حَالِهِمْ ، وَالْمُلْقَى إِلَيْهِ الْكَلَامُ هُوَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنُونَ . وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِتَذْكِيرِ الْكُفَّارِ بِحَالِ حُلُولِ الْمَصَائِبِ بِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، فَيُعِدُّوا عُدَّةَ الْخَوْفِ مِنْ حُلُولِ النِّقْمَةِ الَّتِي أَنْذَرَهُمْ بِهَا فِي قَوْلِهِ : فَانْتَظِرُوا كَمَا فِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341144تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ .
فَالْمُرَادُ بـِ النَّاسَ النَّاسُ الْمَعْهُودُونَ الْمُتَحَدَّثُ عَنْهُمْ بِقَرِينَةِ السِّيَاقِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْآيَةَ تُشِيرُ إِلَى مَا أَصَابَ
قُرَيْشًا مِنَ الْقَحْطِ سَبْعَ سِنِينَ بِدُعَاءِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْقَحْطَ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ ، فَلَمَّا حَيُوا طَفِقُوا يَطْعَنُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَيُعَادُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَكِيدُونَ لَهُ . وَالْقَحْطُ الَّذِي أَصَابَ
قُرَيْشًا هُوَ الْمَذْكُورُ فِي سُورَةِ الدُّخَانِ . وَقَدْ أُنْذِرُوا فِيهَا بِالْبَطْشَةِ الْكُبْرَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ بَطْشَةُ يَوْمِ
بَدْرٍ . فَتَكُونُ هَذِهِ الْآيَةُ قَدْ نَزَلَتْ بَعْدَ انْقِرَاضِ السَّبْعِ السِّنِينَ الَّتِي هِيَ كَسِنِيِّ
يُوسُفَ وَبَعْدَ أَنْ حَيُوا ، فَتَكُونُ قَدْ نَزَلَتْ بَعْدَ سَنَةِ عَشْرٍ مِنَ الْبَعْثَةِ أَوْ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ .
وَالْإِذَاقَةُ : مُسْتَعْمَلَةٌ فِي مُطْلَقِ الْإِدْرَاكِ اسْتِعَارَةً أَوْ مَجَازًا ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=95لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ .
[ ص: 133 ] وَالرَّحْمَةُ : هُنَا مُطْلَقَةٌ عَلَى أَثَرِ الرَّحْمَةِ ، وَهُوَ النِّعْمَةُ وَالنَّفْعُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ
وَالضَّرَّاءُ : الضُّرُّ . وَالْمَسُّ : مُسْتَعْمَلٌ فِي الْإِصَابَةِ . وَالْمَعْنَى إِذَا نَالَتِ النَّاسَ نِعْمَةٌ بَعْدَ الضُّرِّ ، كَالْمَطَرِ بَعْدَ الْقَحْطِ ، وَالْأَمْنِ بَعْدَ الْخَوْفِ ، وَالصِّحَّةِ بَعْدَ الْمَرَضِ .
وَ إِذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ لِلْمُفَاجَأَةِ ، وَهِيَ رَابِطَةٌ لِجَوَابِ إِذَا الشَّرْطِيَّةِ لِوُقُوعِهِ جُمْلَةً اسْمِيَّةً وَهِيَ لَا تَصْلُحُ لِلِاتِّصَالِ بِإِذَا الشَّرْطِيَّةِ الَّتِي تُلَازِمُهَا الْأَفْعَالُ إِنْ وَقَعَتْ ظَرْفًا ثُمَّ إِنْ وَقَعَتْ شَرْطًا فَلَا تَصْلُحُ لِأَنْ تَكُونَ جَوَابًا لَهَا ، فَلِذَلِكَ أُدْخِلَ عَلَى جُمْلَةِ الْجَوَابِ حَرْفُ إِذَا الْفُجَائِيَّةِ ; لِأَنَّ حَرْفَ الْمُفَاجَأَةِ يَدُلُّ عَلَى الْبِدَارِ وَالْإِسْرَاعِ بِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ ، فَيُفِيدُ مُفَادَ فَاءِ التَّعْقِيبِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا لِرَبْطِ جَوَابِ الشَّرْطِ بِشَرْطِهِ ، فَإِذَا جَاءَ حَرْفُ الْمُفَاجَأَةِ أَغْنَى عَنْهَا .
وَالْمَكْرُ : حَقِيقَتُهُ إِخْفَاءُ الْإِضْرَارِ وَإِبْرَازُهُ فِي صُورَةِ الْمُسَالَمَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=54وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَ فِي مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21فِي آيَاتِنَا لِلظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ الْمُرَادِ مِنْهَا الْمُلَابَسَةُ ، أَيْ مَكْرُهُمُ الْمُصَاحِبُ لِآيَاتِنَا . وَمَعْنَى مَكْرِهِمْ فِي الْآيَاتِ أَنَّهُمْ يَمْكُرُونَ مَكْرًا يَتَعَلَّقُ بِهَا ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُوهِمُونَ أَنَّ آيَاتِ الْقُرْآنِ غَيْرُ دَالَّةٍ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ آيَةٌ أُخْرَى لَآمَنُوا بِهَا وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي ذَلِكَ وَإِنَّمَا هُمْ يُكَذِّبُونَهُ عِنَادًا وَمُكَابَرَةً وَحِفَاظًا عَلَى دِينِهِمْ فِي الشِّرْكِ .
وَلَمَّا كَانَ الْكَلَامُ مُتَضَمِّنًا التَّعْرِيضَ بِإِنْذَارِهِمْ ، أَمَرَ الرَّسُولَ أَنْ يَعِظَهُمْ بِأَنَّ اللَّهَ أَسْرَعُ مَكْرًا ، أَيْ مِنْكُمْ ، فَجَعَلَ مَكْرَ اللَّهِ بِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ مَكْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ .
وَدَلَّ اسْمُ التَّفْضِيلِ عَلَى أَنَّ مَكْرَ الْكَافِرِينَ سَرِيعٌ أَيْضًا ، وَذَلِكَ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَرْفُ الْمُفَاجَأَةِ مِنَ الْمُبَادَرَةِ وَهِيَ إِسْرَاعٌ . وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ أَعْجَلُ مَكْرًا بِكُمْ مِنْكُمْ بِمَكْرِكُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ .
وَأَسْرَعُ : مَأْخُوذٌ مِنْ " أَسْرَعَ " الْمَزِيدِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ، أَوْ مِنْ سَرُعَ الْمُجَرَّدِ بِنَاءً عَلَى وُجُودِهِ فِي الْكَلَامِ فِيمَا حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ .
[ ص: 134 ] وَأُطْلِقَ عَلَى تَأْجِيلِ اللَّهِ عَذَابَهُمُ اسْمُ الْمَكْرِ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِعَارَةِ التَّمْثِيلِيَّةِ لِأَنَّ هَيْئَةَ ذَلِكَ التَّأْجِيلِ فِي خَفَائِهِ عَنْهُمْ كَهَيْئَةِ فِعْلِ الْمَاكِرِ ، وَحَسَّنَتْهُ الْمُشَاكَلَةُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي آيَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ اسْتِئْنَافُ خِطَابٍ لِلْمُشْرِكِينَ مُبَاشَرَةً تَهْدِيدًا مِنَ اللَّهِ ، فَلِذَلِكَ فُصِلَتْ عَلَى الَّتِي قَبْلَهَا لِاخْتِلَافِ الْمُخَاطَبِ . وَتَأْكِيدُ الْجُمْلَةِ لِكَوْنِ الْمُخَاطَبِينَ يَعْتَقِدُونَ خِلَافَ ذَلِكَ ، إِذْ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يَمْكُرُونَ بِالنَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ مَكْرَهُمْ يَتَمَشَّى عَلَيْهِ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ فَأَعْلَمَهُمُ اللَّهُ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29747_30497الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِإِحْصَاءِ الْأَعْمَالِ يَكْتُبُونَ ذَلِكَ . وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا أَنَّ ذَلِكَ مَحْصِيٌّ مَعْدُودٌ عَلَيْهِمْ لَا يُهْمَلُ ، وَهُوَ إِنْذَارٌ بِالْعَذَابِ عَلَيْهِ ، وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ عِلْمَ اللَّهِ - تَعَالَى - بِذَلِكَ .
وَعَبَّرَ بِالْمُضَارِعِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21يَكْتُبُونَ وَ يَمْكُرُونَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى التَّكَرُّرِ ، أَيْ تَتَكَرَّرُ كِتَابَتُهُمْ كُلَّمَا يَتَكَرَّرُ مَكْرُهُمْ ، فَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21مَا تَمْكُرُونَ الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ لِاخْتِلَافِ مُعَادَيِ الضَّمِيرَيْنِ .
وَقَرَأَهُ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21مَا تَمْكُرُونَ بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَقَرَأَهُ
رَوْحٌ عَنْ
يَعْقُوبَ ( مَا يَمْكُرُونَ ) بِيَاءِ الْغَائِبِ ، وَالضَّمِيرِ لـِ النَّاسَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً . وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ فَالْكَلَامُ مُوَجَّهٌ لِلنَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .