الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ثم بين تعالى كيف كان بدء إذلال اليهود بإزالة وحدتهم ، وتمزيق جامعتهم فقال : وقطعناهم في الأرض أمما أي وفرقناهم في الأرض حال كونهم أمما بالتقدير ، أو صيرناهم أمما متقطعة ، بعد أن كانوا أمة متحدة منهم الصالحون كالذين نهوا الذين اعتدوا في السبت عن ظلمهم ، والذين كانوا يؤمنون بأنبياء الله تعالى فيهم من بعد موسى إلى عهد عيسى عليهم السلام والذين آمنوا بمحمد خاتم النبيين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومنهم دون ذلك ومنها ناس دون وصف الصلاح لم يبلغوه ، وهم درجات أو دركات ، منهم الغلاة في الكفر والفسق ، كالذين كانوا يقتلون النبيين بغير حق ومنهم السماعون للكذب الأكالون للسحت ، إلى غير ذلك مما هو شأن الأمم الفاسدة في كل عصر ، تفسد بالتدريج لا دفعة واحدة كما نراه في أمتنا الإسلامية .

                          وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون أي امتحناهم ، وبلونا سرائرهم واستعدادهم بالنعم التي تحسن ، وتقر بها الأعين ، وبالنقم التي تسوء صاحبها ، وربما حسنت بالصبر والإنابة عواقبها ، رجاء أن يرجعوا عن ذنبهم ، وينيبوا إلى ربهم ، فيعود برحمته وفضله عليهم .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية