فصل
واعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إيقاع المناسبة في مقاطع الفواصل حيث تطرد متأكد جدا ، ومعتبر في اعتدال نسق الكلام وحسن موقعه من النفس تأثيرا عظيما ، ولذلك خرج عن نظم الكلام لأجلها في مواضع : أحدها : زيادة حرف لأجلها ، ولهذا ألحقت الألف بـ " الظنون " في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وتظنون بالله الظنونا ) ( الأحزاب : 10 ) ؛ لأن مقاطع فواصل هذه السورة ألفات منقلبة عن تنوين في الوقف ، فزيد على النون الألف لتساوي المقاطع ، وتناسب نهايات الفواصل ، ومثله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67فأضلونا السبيلا ) ( الأحزاب : 67 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66وأطعنا الرسولا ) ( الأحزاب : 66 ) .
[ ص: 157 ] وأنكر بعض
المغاربة ذلك ، وقال :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908لم تزد الألف لتناسب رءوس الآي كما قال قوم ; لأن في سورة الأحزاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ) ( الآية : 4 ) وفيها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67فأضلونا السبيلا ) ( الأحزاب : 67 ) ، وكل واحد منها رأس آية ، وثبتت الألف بالنسبة إلى حالة أخرى غير تلك في الثاني دون الأول ، فلو كان لتناسب رءوس الآي لثبت في الجميع .
قالوا : وإنما زيدت الألف في مثل ذلك لبيان القسمين واستواء الظاهر والباطن بالنسبة إلى حالة أخرى غير تلك ، وكذلك لحاق هاء السكت في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10ما هيه ) ( القارعة : 10 ) في سورة القارعة ، هذه الهاء عدلت مقاطع الفواصل في هذه السورة ، وكان للحاقها في هذا الموضع تأثير عظيم في الفصاحة .
وعلى هذا - والله أعلم - ينبغي أن يحمل
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908لحاق النون في المواضع التي تكلم في لحاق النون إياها ، نحو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40وكل في فلك يسبحون ) ( يس : 40 ) ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65كونوا قردة خاسئين ) ( البقرة : 65 ) ، فإن من مآخذ الفصاحة ومذاهبها أن يكون ورود هذه النون في مقاطع هذه الأنحاء للآي راجح الأصالة في الفصاحة لتكون فواصل السور الوارد فيها ذلك قد استوثق فيما قبل حروفها المتطرفة وقوع حرفي المد واللين . وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين ) ( التين : 2 ) وهو
طور سيناء ; لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وشجرة تخرج من طور سيناء ) ( المؤمنون : 20 ) .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) ( يوسف : 46 ) كرر " لعل " مراعاة لفواصل الآي ; إذ لو جاء على الأصل لقال : لعلي أرجع إلى الناس فيعلموا بحذف النون على الجواب .
( الثاني ) حذف همزة أو حرف اطرادا كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر ) ( الفجر : 4 ) .
[ ص: 158 ] ( الثالث )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908الجمع بين المجرورات وبذلك يجاب عن سؤال في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) ( الإسراء : 69 ) ، فإنه قد توالت المجرورات بالأحرف الثلاثة ؛ وهي اللام في ( لكم ) والباء في ( به ) و " على " في ( علينا ) وكان الأحسن الفصل .
وجوابه أن تأخر (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69تبيعا ) وترك الفصل أرجح من أن يفصل به بين بعض الروابط ، وكذلك الآيات التي تتصل بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) ( الإسراء : 69 ) ، فإن فواصلها كلها منصوبة منونة ، فلم يكن بد من تأخير قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69تبيعا ) لتكون نهاية هذه الآية مناسبة لنهايات ما قبلها حتى تتناسق على صورة واحدة .
( الرابع )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تأخير ما أصله أن يقدم كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فأوجس في نفسه خيفة موسى ) ( طه : 67 ) لأن أصله أن يتصل الفعل بفاعله ويؤخر المفعول ، لكن أخر الفاعل وهو "
موسى " لأجل رعاية الفاصلة .
قلت : للتأخير حكمة أخرى ، وهي أن النفس تتشوق لفاعل ( أوجس ) فإذا جاء بعد أن أخر وقع بموقع .
وكقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ) ( طه : 129 ) فإن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وأجل مسمى ) معطوف على ( كلمة ) ولهذا رفع . والمعنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129ولولا كلمة سبقت من ربك ) في التأخير (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وأجل مسمى ) لكان العذاب لزاما ، لكنه قدم وأخر لتشتبك رءوس الآي ; قاله
ابن عطية .
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عطفه على الضمير في ( لكان ) أي لكان الأجل العاجل وأجل مسمى لازمين له كما كانا لازمين
لعاد وثمود ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأجل العاجل .
ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر ) ( القمر : 41 ) فأخر الفاعل لأجل الفاصلة .
[ ص: 159 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3ومما رزقناهم ينفقون ) ( البقرة : 3 ) أخر الفعل عن المفعول فيها وقدمه فيما قبلها في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ) ( البقرة : 3 ) ليوافق الآي ، قاله
أبو البقاء وهو أجود من قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قدم المفعول للاختصاص .
ومنه تأخير الاستعانة عن العبادة في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين ) ( الفاتحة : 5 ) وهي قبل العبادة ، وإنما أخرت لأجل فواصل السورة في أحد الأجوبة .
( الخامس ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إفراد ما أصله أن يجمع كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر ) ( القمر : 54 ) قال
الفراء : " الأصل الأنهار ، وإنما وحد لأنه رأس آية ، فقابل بالتوحيد رءوس الآي . ويقال : النهر الضياء والسعة ، فيخرج من هذا الباب " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وما كنت متخذ المضلين عضدا ) ( الكهف : 51 ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده في " المحكم " : أي أعضادا ، وإنما أفرد ليعدل رءوس الآي بالإفراد ، والعضد : المعين .
( السادس ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908جمع ما أصله أن يفرد كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=31لا بيع فيه ولا خلال )
[ ص: 160 ] ( إبراهيم : 31 ) فإن المراد " ولا خلة " بدليل الآية الأخرى ، لكن جمعه لأجل مناسبة رءوس الآي .
( السابع ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تثنية ما أصله أن يفرد كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( الرحمن : 46 ) .
قال
الفراء أيضا : هذا باب مذهب العرب في تثنية البقعة الواحدة وجمعها كقوله : "
ودار لها بالرقمتين
" وقوله : " بطن المكتين " ، وأشير بذلك إلى نواحيها ، أو للإشعار بأن لها وجهين ، وأنك إذا أوصلتها ونظرت إليها يمينا وشمالا رأيت في كلتا الناحيتين ما يملأ عينك قرة وصدرك مسرة .
قال : وإنما ثناهما لأجل الفاصلة رعاية للتي قبلها والتي بعدها على هذا الوزن والقوافي تحتمل في الزيادة والنقصان ما لا يحتمله سائر الكلام .
وأنكر ذلك
ابن قتيبة عليه وأغلظ وقال : إنما يجوز في رءوس الآي زيادة هاء السكت أو الألف أو حذف همزة أو حرف ، فأما أن يكون الله وعد جنتين فيجعلهما جنة واحدة من أجل رءوس الآي فمعاذ الله ، وكيف هذا وهو يصفها بصفات الاثنين ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) ( الرحمن : 48 ) ثم قال فيها : ( فيهما ) ( الرحمن :
) ، ولو أن قائلا قال في خزنة
[ ص: 161 ] النار إنهم عشرون وإنما جعلهم الله تسعة عشر لرأس الآية ، ما كان هذا القول إلا كقول
الفراء .
قلت : وكأن الملجئ
للفراء إلى ذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) ( النازعات : 40 - 41 ) وعكس ذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=117فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) ( طه : 117 ) على أن هذا قابل للتأويل ، فإن الألف واللام للعموم ، خصوصا أنه يرد على
الفراء قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) ( الرحمن : 48 ) .
( الثامن ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تأنيث ما أصله أن يذكر كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كلا إنه تذكرة ) ( المدثر : 54 ) أي تذكير ، وإنما عدل إليها للفاصلة .
( التاسع ) : كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق ) ( الأعلى : 1 - 2 ) قال في العلق (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ( الآية : 1 ) فزاد في السورة الأولى : ( الأعلى ) وزاد في الثانية : ( خلق ) مراعاة للفواصل في السورتين وهي في " سبح " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الذي خلق فسوى ) ( 2 ) وفي " العلق " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق ) ( 2 ) .
( العاشر )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908صرف ما أصله ألا ينصرف كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15قوارير nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=16قوارير ) ( الإنسان : 15 - 16 ) صرف الأول لأنه آخر الآية ، وآخر الثاني بالألف فحسن جعله منونا ليقلب تنوينه ألفا ، فيتناسب مع بقية الآي كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4سلاسلا وأغلالا ) ( الإنسان : 4 ) فإن ( سلاسلا ) لما نظم إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4وأغلالا وسعيرا ) صرف ونون للتناسب وبقي ( قوارير ) الثاني ; فإنه وإن لم يكن آخر الآية جاز صرفه لأنه لما نون ( ( قواريرا ) ) الأول ناسب أن ينون ( ( قواريرا ) ) الثاني ليتناسبا ، ولأجل هذا لم ينون ( ( قواريرا ) ) الثاني إلا من ينون ( ( قواريرا ) ) الأول .
وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=12441إمام الحرمين في " البرهان " أن من ذلك صرف ما كان جمعا في القرآن
[ ص: 162 ] ليناسب رءوس الآي كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4سلاسلا وأغلالا ) .
وهذا مردود ; لأن ( ( سلاسلا ) ) ليس رأس آية ولا ( ( قواريرا ) ) الثاني ، وإنما صرف للتناسب واجتماعه مع غيره من المنصرفات ، فيرد إلى الأصل ليتناسب معها .
ونظيره في مراعاة المناسبة أن الأفصح أن يقال " بدأ " ثلاثي ؛ قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون ) ( الأعراف : 29 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20كيف بدأ الخلق ) ( العنكبوت : 20 ) ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ) ( العنكبوت : 19 ) فجاء به رباعيا فصيحا لما حسنه من التناسب بغيره ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19يعيده ) .
( الحادي عشر )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إمالة ما أصله ألا يمال كإمالة ألف (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ) ( الضحى : 1 - 2 ) ليشاكل التلفظ بهما التلفظ بما بعدهما .
والإمالة أن تنحو بالألف نحو الياء ، والغرض الأصلي منها هو التناسب ، وعبر عنه بعضهم بقوله : الإمالة للإمالة ، وقد يمال لكونها آخر مجاور ما أميل آخره ، كألف تلا في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2والقمر إذا تلاها ) ( الشمس : 2 ) فأميلت ألف تلاها ليشاكل اللفظ بها اللفظ الذي بعدها مما ألفه غير ياء نحو : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3جلاها ) ( الشمس : 3 ) و ( غشاها ) ( النجم : 54 ) .
فإن قيل : هلا جعلت إمالة (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2تلاها ) لمناسبة ما قبلها ؛ أعني (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29ضحاها ) ( النازعات : 29 ) قيل : لأن ألف (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29ضحاها ) عن واو ، وإنما أميل لمناسبة ما بعدها .
( الثاني عشر ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908العدول عن صيغة المضي إلى الاستقبال كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ( البقرة : 87 ) حيث لم يقل وفريقا قتلتم ، كما سوى بينهما في سورة الأحزاب فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=26فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ) ( الآية : 26 ) وذلك لأجل أنها هنا رأس آية .
فَصْلٌ
وَاعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إِيقَاعَ الْمُنَاسَبَةِ فِي مَقَاطِعِ الْفَوَاصِلِ حَيْثُ تَطَّرِدُ مُتَأَكِّدٌ جِدًّا ، وَمُعْتَبَرٌ فِي اعْتِدَالِ نَسَقِ الْكَلَامِ وَحُسْنِ مَوْقِعِهِ مِنَ النَّفْسِ تَأْثِيرًا عَظِيمًا ، وَلِذَلِكَ خَرَجَ عَنْ نَظْمِ الْكَلَامِ لِأَجْلِهَا فِي مَوَاضِعَ : أَحَدُهَا : زِيَادَةُ حَرْفٍ لِأَجْلِهَا ، وَلِهَذَا أُلْحِقَتِ الْأَلِفُ بِـ " الظُّنُونِ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) ( الْأَحْزَابِ : 10 ) ؛ لِأَنَّ مَقَاطِعَ فَوَاصِلِ هَذِهِ السُّورَةِ أَلِفَاتٌ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ تَنْوِينٍ فِي الْوَقْفِ ، فَزِيدَ عَلَى النُّونِ الْأَلِفُ لِتُسَاوِيَ الْمَقَاطِعَ ، وَتُنَاسِبَ نِهَايَاتِ الْفَوَاصِلِ ، وَمِثْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) ( الْأَحْزَابِ : 67 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) ( الْأَحْزَابِ : 66 ) .
[ ص: 157 ] وَأَنْكَرَ بَعْضُ
الْمَغَارِبَةِ ذَلِكَ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908لَمْ تُزَدِ الْأَلِفُ لِتَنَاسُبِ رُءُوسِ الْآيِ كَمَا قَالَ قَوْمٌ ; لِأَنَّ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) ( الْآيَةَ : 4 ) وَفِيهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) ( الْأَحْزَابِ : 67 ) ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَأْسُ آيَةٍ ، وَثَبَتَتِ الْأَلِفُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَالَةٍ أُخْرَى غَيْرِ تِلْكَ فِي الثَّانِي دُونَ الْأَوَّلِ ، فَلَوْ كَانَ لِتَنَاسُبِ رُءُوسِ الْآيِ لَثَبَتَ فِي الْجَمِيعِ .
قَالُوا : وَإِنَّمَا زِيدَتِ الْأَلِفُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ لِبَيَانِ الْقِسْمَيْنِ وَاسْتِوَاءِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَالَةٍ أُخْرَى غَيْرِ تِلْكَ ، وَكَذَلِكَ لِحَاقُ هَاءِ السَّكْتِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10مَا هِيَهْ ) ( الْقَارِعَةِ : 10 ) فِي سُورَةِ الْقَارِعَةِ ، هَذِهِ الْهَاءُ عَدَّلَتْ مَقَاطِعَ الْفَوَاصِلِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَكَانَ لِلَحَاقِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي الْفَصَاحَةِ .
وَعَلَى هَذَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908لِحَاقُ النُّونِ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَكَلَّمُ فِي لِحَاقِ النُّونِ إِيَّاهَا ، نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) ( يس : 40 ) ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) ( الْبَقَرَةِ : 65 ) ، فَإِنَّ مِنْ مَآخِذِ الْفَصَاحَةِ وَمَذَاهِبِهَا أَنْ يَكُونَ وُرُودُ هَذِهِ النُّونِ فِي مَقَاطِعِ هَذِهِ الْأَنْحَاءِ لِلْآيِ رَاجِحَ الْأَصَالَةِ فِي الْفَصَاحَةِ لِتَكُونَ فَوَاصِلُ السُّوَرِ الْوَارِدِ فِيهَا ذَلِكَ قَدِ اسْتُوثِقَ فِيمَا قَبْلَ حُرُوفِهَا الْمُتَطَرِّفَةِ وُقُوعُ حَرْفَيِ الْمَدِّ وَاللِّينِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ ) ( التِّينِ : 2 ) وَهُوَ
طُورُ سَيْنَاءَ ; لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ ) ( الْمُؤْمِنُونَ : 20 ) .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ) ( يُوسُفَ : 46 ) كَرَّرَ " لَعَلَّ " مُرَاعَاةً لِفَوَاصِلِ الْآيِ ; إِذْ لَوْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ لَقَالَ : لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ فَيَعْلَمُوا بِحَذْفِ النُّونِ عَلَى الْجَوَابِ .
( الثَّانِي ) حَذْفُ هَمْزَةٍ أَوْ حَرْفٍ اطِّرَادًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ) ( الْفَجْرِ : 4 ) .
[ ص: 158 ] ( الثَّالِثُ )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908الْجَمْعُ بَيْنَ الْمَجْرُورَاتِ وَبِذَلِكَ يُجَابُ عَنْ سُؤَالٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 69 ) ، فَإِنَّهُ قَدْ تَوَالَتِ الْمَجْرُورَاتُ بِالْأَحْرُفِ الثَّلَاثَةِ ؛ وَهِيَ اللَّامُ فِي ( لَكُمْ ) وَالْبَاءُ فِي ( بِهِ ) وَ " عَلَى " فِي ( عَلَيْنَا ) وَكَانَ الْأَحْسَنُ الْفَصْلَ .
وَجَوَابُهُ أَنَّ تَأَخُّرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69تَبِيعًا ) وَتَرْكَ الْفَصْلِ أَرْجَحُ مِنْ أَنْ يُفْصَلَ بِهِ بَيْنَ بَعْضِ الرَّوَابِطِ ، وَكَذَلِكَ الْآيَاتُ الَّتِي تَتَّصِلُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 69 ) ، فَإِنَّ فَوَاصِلَهَا كُلَّهَا مَنْصُوبَةٌ مُنَوَّنَةٌ ، فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ تَأْخِيرِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=69تَبِيعًا ) لِتَكُونَ نِهَايَةُ هَذِهِ الْآيَةِ مُنَاسِبَةً لِنِهَايَاتِ مَا قَبْلَهَا حَتَّى تَتَنَاسَقَ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ .
( الرَّابِعُ )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تَأْخِيرُ مَا أَصْلُهُ أَنْ يُقَدَّمَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) ( طه : 67 ) لِأَنَّ أَصْلَهُ أَنْ يَتَّصِلَ الْفِعْلُ بِفَاعِلِهِ وَيُؤَخَّرَ الْمَفْعُولُ ، لَكِنْ أُخِّرَ الْفَاعِلُ وَهُوَ "
مُوسَى " لِأَجْلِ رِعَايَةِ الْفَاصِلَةِ .
قُلْتُ : لِلتَّأْخِيرِ حِكْمَةٌ أُخْرَى ، وَهِيَ أَنَّ النَّفْسَ تَتَشَوَّقُ لِفَاعِلِ ( أَوْجَسَ ) فَإِذَا جَاءَ بَعْدَ أَنْ أُخِّرَ وَقَعَ بِمَوْقِعٍ .
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) ( طه : 129 ) فَإِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( كَلِمَةٌ ) وَلِهَذَا رُفِعَ . وَالْمَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ) فِي التَّأْخِيرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=129وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) لَكَانَ الْعَذَابُ لِزَامًا ، لَكِنَّهُ قَدَّمَ وَأَخَّرَ لِتَشْتَبِكَ رُءُوسُ الْآيِ ; قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ .
وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَطْفَهُ عَلَى الضَّمِيرِ فِي ( لَكَانَ ) أَيْ لَكَانَ الْأَجَلُ الْعَاجِلُ وَأَجَلٌ مُسَمًّى لَازِمَيْنِ لَهُ كَمَا كَانَا لَازِمَيْنِ
لِعَادٍ وَثَمُودَ وَلَمْ يَنْفَرِدِ الْأَجَلُ الْمُسَمَّى دُونَ الْأَجَلِ الْعَاجِلِ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ) ( الْقَمَرِ : 41 ) فَأَخَّرَ الْفَاعِلَ لِأَجْلِ الْفَاصِلَةِ .
[ ص: 159 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) ( الْبَقَرَةِ : 3 ) أَخَّرَ الْفِعْلَ عَنِ الْمَفْعُولِ فِيهَا وَقَدَّمَهُ فِيمَا قَبْلَهَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) ( الْبَقَرَةِ : 3 ) لِيُوَافِقَ الْآيِ ، قَالَهُ
أَبُو الْبَقَاءِ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : قَدَّمَ الْمَفْعُولَ لِلِاخْتِصَاصِ .
وَمِنْهُ تَأْخِيرُ الِاسْتِعَانَةِ عَنِ الْعِبَادَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ( الْفَاتِحَةِ : 5 ) وَهِيَ قَبْلَ الْعِبَادَةِ ، وَإِنَّمَا أُخِّرَتْ لِأَجْلِ فَوَاصِلِ السُّورَةِ فِي أَحَدِ الْأَجْوِبَةِ .
( الْخَامِسُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إِفْرَادُ مَا أَصْلُهُ أَنْ يُجْمَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) ( الْقَمَرِ : 54 ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : " الْأَصْلُ الْأَنْهَارُ ، وَإِنَّمَا وَحَّدَ لِأَنَّهُ رَأْسُ آيَةٍ ، فَقَابَلَ بِالتَّوْحِيدِ رُءُوسَ الْآيِ . وَيُقَالُ : النَّهْرُ الضِّيَاءُ وَالسَّعَةُ ، فَيَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) ( الْكَهْفِ : 51 ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ فِي " الْمُحْكَمِ " : أَيْ أَعْضَادًا ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَ لِيَعْدِلَ رُءُوسَ الْآيِ بِالْإِفْرَادِ ، وَالْعَضُدُ : الْمُعِينُ .
( السَّادِسُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908جَمْعُ مَا أَصْلُهُ أَنْ يُفْرَدَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=31لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ )
[ ص: 160 ] ( إِبْرَاهِيمَ : 31 ) فَإِنَّ الْمُرَادَ " وَلَا خُلَّةٌ " بِدَلِيلِ الْآيَةِ الْأُخْرَى ، لَكِنْ جَمَعَهُ لِأَجْلِ مُنَاسَبَةِ رُءُوسِ الْآيِ .
( السَّابِعُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تَثْنِيَةُ مَا أَصْلُهُ أَنْ يُفْرَدَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ( الرَّحْمَنِ : 46 ) .
قَالَ
الْفَرَّاءُ أَيْضًا : هَذَا بَابُ مَذْهَبِ الْعَرَبِ فِي تَثْنِيَةِ الْبُقْعَةِ الْوَاحِدَةِ وَجَمْعِهَا كَقَوْلِهِ : "
وَدَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ
" وَقَوْلِهِ : " بَطْنُ الْمَكَّتَيْنِ " ، وَأُشِيرَ بِذَلِكَ إِلَى نَوَاحِيهَا ، أَوْ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ لَهَا وَجْهَيْنِ ، وَأَنَّكَ إِذَا أَوْصَلْتَهَا وَنَظَرْتَ إِلَيْهَا يَمِينًا وَشِمَالًا رَأَيْتَ فِي كِلْتَا النَّاحِيَتَيْنِ مَا يَمْلَأُ عَيْنَكَ قُرَّةً وَصَدْرَكَ مَسَرَّةً .
قَالَ : وَإِنَّمَا ثَنَّاهُمَا لِأَجْلِ الْفَاصِلَةِ رِعَايَةً لِلَّتِي قَبْلَهَا وَالَّتِي بَعْدَهَا عَلَى هَذَا الْوَزْنِ وَالْقَوَافِي تَحْتَمِلُ فِي الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ سَائِرُ الْكَلَامِ .
وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ عَلَيْهِ وَأَغْلَظَ وَقَالَ : إِنَّمَا يَجُوزُ فِي رُءُوسِ الْآيِ زِيَادَةُ هَاءِ السَّكْتِ أَوِ الْأَلِفِ أَوْ حَذْفُ هَمْزَةٍ أَوْ حَرْفٍ ، فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَعَدَ جَنَّتَيْنِ فَيَجْعَلَهُمَا جَنَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ رُءُوسِ الْآيِ فَمَعَاذَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ هَذَا وَهُوَ يَصِفُهَا بِصِفَاتِ الِاثْنَيْنِ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) ( الرَّحْمَنِ : 48 ) ثُمَّ قَالَ فِيهَا : ( فِيهِمَا ) ( الرَّحْمَنِ :
) ، وَلَوْ أَنَّ قَائِلًا قَالَ فِي خَزَنَةِ
[ ص: 161 ] النَّارِ إِنَّهُمْ عِشْرُونَ وَإِنَّمَا جَعَلَهُمُ اللَّهُ تِسْعَةَ عَشَرَ لِرَأْسِ الْآيَةِ ، مَا كَانَ هَذَا الْقَوْلُ إِلَّا كَقَوْلِ
الْفَرَّاءِ .
قُلْتُ : وَكَأَنَّ الْمُلْجِئَ
لِلْفَرَّاءِ إِلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النَّازِعَاتِ : 40 - 41 ) وَعَكْسُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=117فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) ( طه : 117 ) عَلَى أَنَّ هَذَا قَابِلٌ لِلتَّأْوِيلِ ، فَإِنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْعُمُومِ ، خُصُوصًا أَنَّهُ يَرُدُّ عَلَى
الْفَرَّاءِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) ( الرَّحْمَنِ : 48 ) .
( الثَّامِنُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908تَأْنِيثُ مَا أَصْلُهُ أَنْ يُذْكَرَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) ( الْمُدَّثِّرِ : 54 ) أَيْ تَذْكِيرٌ ، وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَيْهَا لِلْفَاصِلَةِ .
( التَّاسِعُ ) : كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ ) ( الْأَعْلَى : 1 - 2 ) قَالَ فِي الْعَلَقِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ( الْآيَةَ : 1 ) فَزَادَ فِي السُّورَةِ الْأُولَى : ( الْأَعْلَى ) وَزَادَ فِي الثَّانِيَةِ : ( خَلَقَ ) مُرَاعَاةً لِلْفَوَاصِلِ فِي السُّورَتَيْنِ وَهِيَ فِي " سَبِّحْ " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ) ( 2 ) وَفِي " الْعَلَقِ " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ) ( 2 ) .
( الْعَاشِرُ )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908صَرْفُ مَا أَصْلُهُ أَلَّا يَنْصَرِفَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15قَوَارِيرَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=16قَوَارِيرَ ) ( الْإِنْسَانِ : 15 - 16 ) صَرَفَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ آخِرُ الْآيَةِ ، وَآخِرُ الثَّانِي بِالْأَلِفِ فَحَسُنَ جَعْلُهُ مَنَوَّنًا لِيُقْلَبَ تَنْوِينُهُ أَلِفًا ، فَيَتَنَاسَبُ مَعَ بَقِيَّةِ الْآيِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا ) ( الْإِنْسَانِ : 4 ) فَإِنَّ ( سَلَاسِلَا ) لَمَّا نُظِمَ إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ) صُرِفَ وَنُوِّنَ لِلتَّنَاسُبِ وَبَقِيَ ( قَوَارِيرَ ) الثَّانِي ; فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ آخِرَ الْآيَةِ جَازَ صَرْفُهُ لِأَنَّهُ لَمَّا نَوَّنَ ( ( قَوَارِيرًا ) ) الْأَوَّلَ نَاسَبَ أَنْ يُنَوَّنَ ( ( قَوَارِيرًا ) ) الثَّانِي لِيَتَنَاسَبَا ، وَلِأَجْلِ هَذَا لَمْ يُنَوِّنْ ( ( قَوَارِيرًا ) ) الثَّانِيَ إِلَّا مَنْ يُنَوِّنُ ( ( قَوَارِيرًا ) ) الْأَوَّلَ .
وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=12441إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي " الْبُرْهَانِ " أَنَّ مِنْ ذَلِكَ صَرْفَ مَا كَانَ جَمْعًا فِي الْقُرْآنِ
[ ص: 162 ] لِيُنَاسِبَ رُءُوسَ الْآيِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=4سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا ) .
وَهَذَا مَرْدُودٌ ; لِأَنَّ ( ( سَلَاسِلًا ) ) لَيْسَ رَأْسَ آيَةٍ وَلَا ( ( قَوَارِيرًا ) ) الثَّانِي ، وَإِنَّمَا صُرِفَ لِلتَّنَاسُبِ وَاجْتِمَاعِهِ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْمُنْصَرِفَاتِ ، فَيُرَدُّ إِلَى الْأَصْلِ لِيَتَنَاسَبَ مَعَهَا .
وَنَظِيرُهُ فِي مُرَاعَاةِ الْمُنَاسَبَةِ أَنَّ الْأَفْصَحَ أَنْ يُقَالَ " بَدَأَ " ثُلَاثِيٌّ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) ( الْأَعْرَافِ : 29 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ) ( الْعَنْكَبُوتِ : 20 ) ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ( الْعَنْكَبُوتِ : 19 ) فَجَاءَ بِهِ رُبَاعِيًّا فَصِيحًا لِمَا حَسَّنَهُ مِنَ التَّنَاسُبِ بِغَيْرِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19يُعِيدُهُ ) .
( الْحَادِيَ عَشَرَ )
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908إِمَالَةُ مَا أَصْلُهُ أَلَّا يُمَالَ كَإِمَالَةِ أَلِفِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) ( الضُّحَى : 1 - 2 ) لِيُشَاكِلَ التَّلَفُّظُ بِهِمَا التَّلَفُّظَ بِمَا بَعْدَهُمَا .
وَالْإِمَالَةُ أَنْ تَنْحُوَ بِالْأَلِفِ نَحْوَ الْيَاءِ ، وَالْغَرَضُ الْأَصْلِيُّ مِنْهَا هُوَ التَّنَاسُبُ ، وَعَبَّرَ عَنْهُ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِهِ : الْإِمَالَةُ لِلْإِمَالَةِ ، وَقَدْ يُمَالُ لِكَوْنِهَا آخِرَ مُجَاوِرِ مَا أُمِيلَ آخِرُهُ ، كَأَلِفِ تَلَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ) ( الشَّمْسِ : 2 ) فَأُمِيلَتْ أَلِفُ تَلَاهَا لِيُشَاكِلَ اللَّفْظُ بِهَا اللَّفْظَ الَّذِي بَعْدَهَا مِمَّا أَلِفُهُ غَيْرُ يَاءٍ نَحْوِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3جَلَّاهَا ) ( الشَّمْسِ : 3 ) وَ ( غَشَّاهَا ) ( النَّجْمِ : 54 ) .
فَإِنْ قِيلَ : هَلَّا جَعَلْتَ إِمَالَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2تَلَاهَا ) لِمُنَاسَبَةِ مَا قَبْلَهَا ؛ أَعْنِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29ضُحَاهَا ) ( النَّازِعَاتِ : 29 ) قِيلَ : لِأَنَّ أَلِفَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29ضُحَاهَا ) عَنْ وَاوٍ ، وَإِنَّمَا أُمِيلَ لِمُنَاسَبَةِ مَا بَعْدَهَا .
( الثَّانِيَ عَشَرَ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28914_28908الْعُدُولُ عَنْ صِيغَةِ الْمُضِيِّ إِلَى الِاسْتِقْبَالِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) ( الْبَقَرَةِ : 87 ) حَيْثُ لَمْ يَقُلْ وَفَرِيقًا قَتَلْتُمْ ، كَمَا سَوَّى بَيْنَهُمَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=26فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ) ( الْآيَةَ : 26 ) وَذَلِكَ لِأَجْلِ أَنَّهَا هُنَا رَأْسُ آيَةٍ .