الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                578 وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن الأعرج مولى بني مخزوم عن أبي هريرة أنه قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن الأعرج مولى بني مخزوم عن أبي هريرة - رضي الله عنه ) وفي الرواية الثانية : ( عن عبد الله بن أبي جعفر عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مثله . قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين في آخر ترجمة أبي هريرة : الأعرج الأول مولى بني مخزوم اسمه : عبد الرحمن بن سعد المقعد ، كنيته : أبو أحمد ، وهو قليل الحديث .

                                                                                                                وأما عبد الرحمن الأعرج الآخر فهو : ابن هرمز ، كنيته أبو داود ، مولى ربيعة بن الحارث . وهو كثير الحديث ، وروى عنه جماعات من الأئمة قال : وقد أخرج مسلم عنهما جميعا في سجود القرآن قال : فربما أشكل ذلك قال : فمولى بني مخزوم يروي ذلك عنه صفوان بن سليم . وأما ابن هرمز فيروي ذلك عنه عبيد الله بن أبي جعفر ، هذا كلام الحميدي ، وهو مليح نفيس . وكذا قال الدارقطني : أن الأعرج اثنان يرويان عن أبي هريرة ، أحدهما : وهو المشهور عبد الرحمن بن هرمز ، والثاني عبد الرحمن بن سعد مولى بني [ ص: 233 ] مخزوم ، وهذا هو الصواب . وقال أبو مسعود الدمشقي : هما واحد . قال أبو علي الغساني الجياني : الصواب قول الدارقطني . والله أعلم . واعلم أنه يشترط لجواز سجود التلاوة وصحته شروط صلاة النفل من الطهارة عن الحدث والنجس ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، ولا يجوز السجود حتى يتم قراءة السجدة ، ويجوز عندنا سجود التلاوة في الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها ؛ لأنها ذات سبب ، ولا يكره عندنا ذوات الأسباب ، وفي المسألة خلاف مشهور بين العلماء ، وفي سجود التلاوة مسائل وتفريعات مشهورة في كتب الفقه . وبالله التوفيق .




                                                                                                                الخدمات العلمية