الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( وأنهم إليه راجعون ( 46 ) )

قال أبو جعفر : و" الهاء والميم " اللتان في قوله : ( وأنهم ) من ذكر الخاشعين ، و" الهاء " في " إليه " من ذكر الرب تعالى ذكره في قوله : ( ملاقو ربهم ) فتأويل الكلمة : وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الموقنين أنهم إلى ربهم راجعون .

ثم اختلف في تأويل " الرجوع " الذي في قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) فقال بعضهم ، بما : - [ ص: 23 ] 867 - حدثني به المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) ، قال : يستيقنون أنهم يرجعون إليه يوم القيامة .

وقال آخرون : معنى ذلك أنهم إليه يرجعون بموتهم .

وأولى التأويلين بالآية ، القول الذي قاله أبو العالية ; لأن الله تعالى ذكره ، قال في الآية التي قبلها : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) فأخبر جل ثناؤه أن مرجعهم إليه بعد نشرهم وإحيائهم من مماتهم ، وذلك لا شك يوم القيامة ، فكذلك تأويل قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية