[ ص: 104 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28990_29426وأن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم
يجوز أن يكون هذا بقية لكلام جرى على لسان
عيسى تأييدا لبراءة أمه ، وما بينهما اعتراض كما تقدم آنفا . والمعنى :
nindex.php?page=treesubj&link=29426تعميم ربوبية الله تعالى لكل الخلق .
وقرأ
نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، ورويس عن
يعقوب همزة وأن مفتوحة فخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أنه على تقدير لام التعليل ، فإن كان من كلام
عيسى فهو تعليل لقوله فاعبدوه على أنه مقدم من تأخير للاهتمام بالعلة لكونها مقررة للمعلول ومثبتة له على أسلوب قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ويكون قوله فاعبدوه متفرعا على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30إني عبد الله بعد أن أردف ما تعلقه من أحوال نفسه .
ولما اشتمل مدخول لام التعليل على اسم الجلالة أضمر له فيما بعد . وتقدير النظم هكذا : فاعبدوا الله لأنه ربي وربكم .
ويجوز أن يكون عطفا على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31بالصلاة والزكاة . أي وأوصاني بأن الله ربي وربكم ، فيكون بحذف حرف الجر وهو مطرد مع ( أن ) .
ويجوز أن يكون معطوفا على الحق من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34قول الحق على وجه جعل ( قول ) بمعنى قائل ، أي قائل الحق وقائل إن الله ربي وربكم ، فإن همزة ( أن ) يجوز فتحها وكسرها بعد مادة القول .
وإن كان مما خوطب النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يقوله كان بتقدير قول محذوف ، أو عطفا على مريم من قوله تعالى
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16واذكر في الكتاب مريم أي اذكر يا
محمد أن الله ربي فكذلك ، ويكون تفريع فاعبدوه على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=35ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إلى آخره .
وقرأه
ابن عامر ، وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وخلف ، وروح عن
يعقوب بكسر همزة إن . ووجهها ظاهر على كلا الاحتمالين .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51هذا صراط مستقيم تذييل وفذلكة لما سبقه على اختلاف الوجوه . والإشارة إلى مضمون ما تقدم على اختلاف الوجوه .
nindex.php?page=treesubj&link=29613والمراد بالصراط المستقيم اعتقاد الحق ، شبه بالصراط المستقيم على التشبيه البليغ ، شبه الاعتقاد الحق في كونه موصولا إلى الهدى بالصراط المستقيم في إيصاله إلى المكان المقصود باطمئنان بال ، وعلم أن غير هذا كبنيات الطريق من سلكها ألقت به المخاوف والمتالف كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .
[ ص: 104 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=36nindex.php?page=treesubj&link=28990_29426وَأَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا بَقِيَّةً لِكَلَامٍ جَرَى عَلَى لِسَانِ
عِيسَى تَأْيِيدًا لِبَرَاءَةِ أُمِّهِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا . وَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29426تَعْمِيمُ رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى لِكُلِّ الْخَلْقِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ، وَابْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو عَمْرٍو ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَرُوَيْسٌ عَنْ
يَعْقُوبَ هَمْزَةَ وَأَنَّ مَفْتُوحَةً فَخَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَنَّهُ عَلَى تَقْدِيرِ لَامِ التَّعْلِيلِ ، فَإِنْ كَانَ مِنْ كَلَامِ
عِيسَى فَهُوَ تَعْلِيلٌ لِقَوْلِهِ فَاعْبُدُوهُ عَلَى أَنَّهُ مُقَدَّمٌ مِنْ تَأْخِيرٍ لِلِاهْتِمَامِ بِالْعِلَّةِ لِكَوْنِهَا مُقَرِّرَةً لِلْمَعْلُولِ وَمُثْبِتَةً لَهُ عَلَى أُسْلُوبِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَيَكُونُ قَوْلُهُ فَاعْبُدُوهُ مُتَفَرِّعًا عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ أَرْدَفَ مَا تَعَلَّقَهُ مِنْ أَحْوَالِ نَفْسِهِ .
وَلَمَّا اشْتَمَلَ مَدْخُولُ لَامِ التَّعْلِيلِ عَلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ أُضْمِرَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ . وَتَقْدِيرُ النَّظْمِ هَكَذَا : فَاعْبُدُوا اللَّهَ لِأَنَّهُ رَبِّي وَرَبُّكُمْ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ . أَيْ وَأَوْصَانِي بِأَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ، فَيَكُونُ بِحَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ وَهُوَ مُطَّرِدٌ مَعَ ( أَنَّ ) .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى الْحَقِّ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34قَوْلَ الْحَقِّ عَلَى وَجْهِ جَعْلِ ( قَوْلُ ) بِمَعْنَى قَائِلٍ ، أَيْ قَائِلٌ الْحَقَّ وَقَائِلٌ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ، فَإِنَّ هَمْزَةَ ( أَنَّ ) يَجُوزُ فَتْحُهَا وَكَسْرُهَا بَعْدَ مَادَّةِ الْقَوْلِ .
وَإِنْ كَانَ مِمَّا خُوطِبَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يَقُولَهُ كَانَ بِتَقْدِيرِ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ عَطْفًا عَلَى مَرْيَمَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ أَيِ اذْكُرْ يَا
مُحَمَّدُ أَنَّ اللَّهَ رَبِّي فَكَذَلِكَ ، وَيَكُونُ تَفْرِيعُ فَاعْبُدُوهُ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=35مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِلَى آخِرِهِ .
وَقَرَأَهُ
ابْنُ عَامِرٍ ، وَحَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ، وَخَلَفٌ ، وَرَوْحٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِكَسْرِ هَمْزَةِ إِنَّ . وَوَجْهُهَا ظَاهِرٌ عَلَى كِلَا الِاحْتِمَالَيْنِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ تَذْيِيلٌ وَفَذْلَكَةٌ لِمَا سَبَقَهُ عَلَى اخْتِلَافِ الْوُجُوهِ . وَالْإِشَارَةُ إِلَى مَضْمُونِ مَا تَقَدَّمَ عَلَى اخْتِلَافِ الْوُجُوهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29613وَالْمُرَادُ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ اعْتِقَادُ الْحَقِّ ، شُبِّهَ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ عَلَى التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ ، شَبَّهَ الِاعْتِقَادَ الْحَقَّ فِي كَوْنِهِ مَوْصُولًا إِلَى الْهُدَى بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فِي إِيصَالِهِ إِلَى الْمَكَانِ الْمَقْصُودِ بِاطْمِئْنَانِ بَالٍ ، وَعُلِمَ أَنَّ غَيْرَ هَذَا كَبُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ مَنْ سَلَكَهَا أَلْقَتْ بِهِ الْمَخَاوِفُ وَالْمَتَالِفُ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ .