الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم . ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى [ ص: 263 ] وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه قد قيل فيمن أرسل قبلك: ساحر وكاهن ومجنون، وكذبوا كما كذبت، هذا قول الحسن، وقتادة، والجمهور .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: ما تخبر إلا بما أخبر الأنبياء قبلك من أن الله غفور، وأنه ذو عقاب، حكاه الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولو جعلناه يعني الكتاب الذي أنزل عليه قرآنا أعجميا أي: بغير لغة العرب لقالوا لولا فصلت آياته أي: هلا بينت آياته بالعربية حتى نفهمه؟! أأعجمي وعربي قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو ، وابن عامر، وحفص عن عاصم: "آعجمي" [بهمزة] ممدودة . وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: "أأعجمي" بهمزتين، والمعنى: أكتاب أعجمي ونبي عربي؟! وهذا استفهام إنكار; أي لو كان كذلك لكان أشد لتكذيبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قل هو يعني القرآن للذين آمنوا هدى من الضلالة وشفاء للشكوك والأوجاع . و "الوقر": الصمم; فهم في ترك القبول بمنزلة من في أذنه صمم .

                                                                                                                                                                                                                                      وهو عليهم عمى أي: ذو عمى . قال قتادة: صموا عن القرآن وعموا عنه أولئك ينادون من مكان بعيد أي: إنهم لا يسمعون ولا يفهمون كالذي ينادى من بعيد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية