الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1034 - وعن ابن عباس ، رضى الله عنهما ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة ، رواه أبو داود .

التالي السابق


1034 - ( وعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة ) : قال التوربشتي : هذا الحديث إن صح لم يلزم منه حجة لما صح عن أبي هريرة قال : سجدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إذا السماء انشقت وفي اقرأ باسم ربك ، وأبو هريرة متأخر ، قال ابن الملك : ولأن كثيرا من الصحابة يروونها فيه فالإثبات أولى بالقبول ، ولأن ابن عباس يروي في الصحاح أنه - عليه السلام - سجد بالنجم ، ولا شك أن الحديث المروي في الصحاح أقوى من المروي في الحسان .

قلت : على فرض أنه حسن ، وإلا فهو ضعيف لا يصح به الاحتجاج ، لكن ولو ثبت لكان للخصم أن يحمل سجوده في النجم على ما قبل تحوله من المدينة ، كما هو ظاهر من كلام ابن عباس ، فالمعتمد قاله التوربشتي ، ( رواه أبو داود ) : قال ميرك : وفي سنده أبو قدامة البصري لا يحتج بحديثه لا جرم ! .

قال النووي : هذا حديث ضعيف الإسناد ، قلت : مع كونه ضعيفا مناف للمثبت المقدم عليه ، فإن إسلام أبي هريرة سنة سبع ، وقد ذكر أنه سجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الانشقاق ، و ( اقرأ ) ، وهما من المفصل على أن الترك يحتمل أن يكون لسبب من الأسباب التي قدمناها .

[ ص: 817 ]



الخدمات العلمية