الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23088 10049 - (23599) - (5 \ 424) عن أبي حميد الساعدي، قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي، يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: ما كنت أقدمنا صحبة، ولا أكثرنا له تباعة، قال: بلى. قالوا: فاعرض.

قال: كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما، ورفع يديه حتى حاذى بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم قال: "الله أكبر " فركع ثم اعتدل فلم يصب رأسه، ولم يقنعه ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: " سمع الله لمن حمده"، ثم رفع واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلا، ثم هوى ساجدا وقال: "الله أكبر"، ثم جافى وفتح عضديه عن بطنه، [ ص: 483 ] وفتح أصابع رجليه، ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها، واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم هوى ساجدا وقال: "الله أكبر"، ثم ثنى رجله وقعد عليها حتى يرجع كل عضو إلى موضعه، ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى، وقعد على شقه متوركا، ثم سلم.


التالي السابق


* قوله: "تباعة": - بفتح التاء - أي: اتباعا لسننه صلى الله عليه وسلم؛ فإن المعتني بالشيء قد يحفظ ما لا يحفظه غير المعتني به، وإن كانا في الصحبة سواء.

* "بلى": إثبات للمنفي ضمنا، أي: بل أنا أعلمكم، وليس المراد بل أنا أقدمكم صحبة.

* "فاعرض": من العرض بمعنى: الإظهار؛ أي: فبين وانعتها لنا حتى نرى صحة ما تدعيه.

* "فلم يصب رأسه": من صب الماء، والمراد: الإنزال.

* "ولم يقنعه": من الإقناع، والمراد به: الرفع، والمجموع تفسير للاعتدال.

* "ثم هوى": كرمى، أي: نزل.

* "ثم جافى": من المجافاة.

* "وفتخ أصابع": - بالخاء المعجمة - أي: لينها حتى تنثني، فيوجهها نحو القبلة.

* * *




الخدمات العلمية