الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 34 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وما لهؤلاء المشركين ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام ، ولم يكونوا أولياء الله " إن أولياؤه " ، يقول : ما [ ص: 520 ] أولياء الله " إلا المتقون " ، يعني : الذين يتقون الله بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه .

" ولكن أكثرهم لا يعلمون " يقول : ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن أولياء الله المتقون ، بل يحسبون أنهم أولياء الله . * * *

وبنحو ما قلنا قال أهل التأويل .

* ذكر من قال ذلك :

16018 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون " ، هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

16019 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : " إن أولياؤه إلا المتقون " ، من كانوا ، وحيث كانوا .

16020 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

16021 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : " وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون " ، الذين يحرمون حرمته ، ويقيمون الصلاة عنده ، أي : أنت يعني النبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن بك يقول : " ولكن أكثرهم لا يعلمون " . * * * [ ص: 521 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية