الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم

                                                                                                                                                                                                                                      220 - في الدنيا أي: في أمر الدنيا والآخرة و "في" يتعلق بـ " تتفكرون " ، أي: تتفكرون فيما يتعلق بالدارين، فتأخذون بما هو أصلح لكم، أو تتفكرون في الدارين فتؤثرون أبقاهما، وأكثرهما منافع. ويجوز أن يتعلق بـ " يبين " ، أي: يبين لكم الآيات في أمر الدارين وفيما يتعلق بهما لعلكم تتفكرون ولما نزل إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما [النساء: 10] اعتزلوا اليتامى، وتركوا مخالطتهم، والقيام بأموالهم، وذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير أي: مداخلتهم على وجه الإصلاح لهم ولأموالهم خير من مجانبتهم، وإن تخالطوهم وتعاشروهم، ولم تجانبوهم. فإخوانكم فهم إخوانكم في الدين، ومن حق الأخ أن يخالط أخاه. والله يعلم المفسد لأموالهم من المصلح لها، فيجازيه على حسب مداخلته، فاحذروه، ولا تتحروا غير الإصلاح، ولو شاء الله إعناتكم [ ص: 184 ] لأعنتكم لحملكم على العنت، وهو المشقة، وأحرجكم، فلم يطلق لكم مداخلتهم، إن الله عزيز غالب، يقدر على أن يعنت عباده، ويحرجهم حكيم لا يكلف إلا وسعهم، وطاقتهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية