الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        2484 - فإنه حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا سليمان ، عن عمارة بن عمير ، عن الأسود ، قال : كان عبد الله لا يرى التقصير إلا لحاج أو معتمر أو مجاهد .

                                                        فقد يجوز أن يكون مذهب حذيفة كان كذلك ، فأمر التيمي إذ كان يريد سفرا لا لحج ولا لجهاد أن لا يقصر الصلاة ، فانتفى أن يكون في حديثه ذلك حجة لمن يرى للمسافر إتمام الصلاة في السفر .

                                                        وأما ما روينا عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذلك ، فإن حديث حيان هو على أنه سأله وهو في مصر من الأمصار ، فقال له : إني من بعث أهل العراق فكيف أصلي ؟ فأجابه ابن عمر رضي الله عنهما ، فقال : إن صليت أربعا فأنت في مصر ، وإن صليت اثنتين فأنت مسافر . فدل ذلك أن مذهبه كان في صلاة المسافر في الأمصار هكذا .

                                                        وقد روى عنه صفوان بن محرز ، حين سأله عن الصلاة في السفر فكان جوابه له أن قال : هي ركعتان ، من خالف السنة كفر .

                                                        فذلك على الصلاة في غير الأمصار ، حتى لا يتضاد ذلك وما روى حيان .

                                                        فيكون حديث حيان على صلاة المسافر في الأمصار ، وحديث صفوان على صلاته في غير الأمصار ، وسنبين الحجة في هذا الباب في آخره ، إن شاء الله تعالى .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية