الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال : الدرجة الثالثة : رغبة أهل الشهود . وهي تشرف يصحبه تقية . تحمله عليها همة نقية . لا تبقي معه من التفرق بقية .

يشير الشيخ بذلك إلى حالة الفناء التي يحمله عليها همة نقية من أدناس الالتفات إلى ما سوى الحق . بحيث لا يبقى معه بقية من تفرقة . بل قد اجتمع شاهده كله وانحصر في مشهوده . وأراد بالشهود هاهنا شهود الحقيقة .

وقوله : تشرف ؛ أي استشرف الغيبة في الفناء .

ويحتمل أن يريد به تشرفا عن التفاته إلى ما سوى مشهوده .

[ ص: 60 ] والتقية التي تصحب هذا التشرف يحتمل أن يريد بها التقية من إظهار الناس على حاله ، وإطلاعهم عليها ، صيانة لها وغيرة عليها .

ويحتمل أن يريد بها الحذر من التفاته في شهوده إلى ما سوى حضرة مشهوده . فهي تتقي ذلك الالتفات وتحذره كل الحذر .

ثم ذكر الحامل له على هذه الرغبة . وهي اللطيفة المدركة المريدة التي قد تطهرت قبل وصولها إلى هذه الغاية . وهي الهمة النقية . ولو لم يحصل لها كمال الطهارة لبقيت عليها بقية منها تمنعها من وصولها إلى هذه الدرجة . والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية