الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                847 وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم لو اغتسلتم يوم الجمعة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( ولم يكن لهم كفاة ) هو بضم الكاف جمع كاف كقاض وقضاة وهم الخدم الذين يكفونهم العمل .

                                                                                                                قوله : ( لهم تفل ) هو بتاء مثناة فوق ثم فاء مفتوحتين أي رائحة كريهة .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - للذين جاءوا ولهم الريح الكريهة : ( لو اغتسلتم ) فيه أنه يندب لمن أراد المسجد أو مجالسة الناس أن يجتنب الريح الكريهة في بدنه وثوبه .

                                                                                                                [ ص: 450 ] قوله - صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل ) و ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) فالحديث الأول ظاهر في أن الغسل مشروع لكل من أراد الجمعة من الرجال سواء البالغ والصبي المميز . والثاني صريح في البالغ ، وفي أحاديث أخر ألفاظ تقتضي دخول النساء كحديث : ( ومن اغتسل فالغسل أفضل ) .

                                                                                                                فيقال في الجمع بين الأحاديث : إن الغسل يستحب لكل مريد الجمعة ، ومتأكد في حق الذكور أكثر من النساء ؛ لأنه في حقهن قريب من الطيب ، ومتأكد في حق البالغين أكثر من الصبيان ، ومذهبنا المشهور أنه يستحب لكل مريد لها . وفي وجه لأصحابنا : يستحب للذكور خاصة . وفي وجه : يستحب لمن يلزمه الجمعة دون النساء والصبيان والعبيد والمسافرين ، ووجه يستحب لكل أحد يوم الجمعة سواء أراد حضور الجمعة أم لا كغسل يوم العيد يستحب لكل أحد ، والصحيح الأول ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية