الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : { ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم ، وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . }

                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس : قول الجن لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } ; قال : لما رأوه وأصحابه يصلون بصلاته ، ويسجدون بسجوده قال : فتعجبوا من طواعية أصحابه له ، قالوا لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } . صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه للترمذي ولفظ البخاري : قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : { انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين ، فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب . قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا حدث ، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . قال : فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة ، وهو عامد إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر . فلما سمعوا القرآن سمعوا له ، فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فهنالك رجعوا إلى قومهم ، فقالوا : يا قومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } . وأنزل الله على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } . وإنما أوحي إليه قول الجن } .

                                                                                                                                                                                                              وفي الصحيح عن علقمة قال : { قلت لابن مسعود : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة ، فقلنا : اغتيل ، استطير ، ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن ، فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ] وابن مسعود أعرف بالأمر من ابن عباس ; لأنه شاهده ، وابن عباس سمعه ; وليس الخبر كالمعاينة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية